"مجموعة
أهم الأحداث" : طريقة العنيفة التي فضت بها القوات
المسلحة المصرية الاعتصام السلمي في ساحات و ميادين المصرية برهنت أن الجيش المصري هو فعلا أسد على حسب وصف
الفريق الأول سيسي ، قائد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب مرسي ، مضيفا
أن الأسد لا يأكل أبنائه.
طريقة الفض لم
يكون يتوقعها أو يتصورها أحدا ، خاصة بعد كلام السيسي و المواقف السابقة للجيش المصري أثناء الثورة المصرية التي أطاحت بحسني
مبارك بدون الإطاحة بنظامه. بمعنى أوضح ، كانت انتفاضة وليست ثورة ، انتفاضة أزاحت
رأس النظام وأبقت على أنيابه ومخالبه التي كان دورا في القتل والنهش التي عرفتها ميادين الاعتصام...
ما وقع في مصر يوم
أمس يبرهن أن هناك وصفة مهيأة للجيش المصري ، الجيش الوحيد المتبقي متماسك في
المنطقة، لتلطيخ يديه بدماء الشعب المصري وإلحاقه بالجيش السوري الذي أصبح عبارة عن مليشيات
و"شبيحات" منغمسة في الدماء.
إذا
كان هذا الجيش لا يأكل أبنائه ، على حسب الفريق السيسي ، فيبدو أنه أجبر على فعل
ذلك من جهات قد تكون داخلية و خارجية لإسراع بتوريطه فيما هو أكثر من الأكل ربما يكون
أرحم من القتل والحرق الجثث ...
وما استقالة
الدكتور البرادعي ، وهو الرجل الثاني بصفته نائب الرئيس الجمهورية للنظام بعد
الانقلاب لدليل واضح أن قرار الفض بهذه الطريقة لم
تتخذه الرئاسة الجمهورية أو على الأقل ليس بهذا الأسلوب العنيف و الدموي .
هذه الأحداث الأخيرة
قطعت الشك باليقين بأن جمهورية مصر العربية خطت الخطوات الأولى نحو خريفا يليه فصل
شتاء طويل ومظلم قد يطول الانتظار ربيع آخر...
وضع ساهمت فيه بالإضافة
لتلك الأطراف الداخلية والخارجية ، "إعلام
الفتنة" الذي لعب دورا رئيسيا فيما تشهده مصر الآن.
إعلام
بدرجة "شبيحة" لا تقل خطورته عن "شبيحة الميدان" ، سلاحه التمويه الإعلامي وفن التغليط وتزييف الأخبار
وتزيين ما هو قبيح وشيطنة ما هو حق، هذا الإعلام هو الذي صور للأسود أن من
حقها أكل أبنائها...
حمدان
العربي الإدريسي
15.08.2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق