يبدو أن رؤساء الدول الغربية ليسوا لهم شغل
في الوقت الحالي سوى حربهم بما يسمونه "الإرهاب الإسلامي"...
ها هو الرئيس الفرنسي ماكرون ، المحصور من طرف شعبه الذي انتخبه من اجل انجاز الوعود التي
بموجبها أعطوه ثقتهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ، يتوعد "الإرهاب الإسلامي"
بحرب ضروس...
بدل الإعلان
الحرب على المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية التي يعاني المواطن الفرنسي و
انشغالاته اليومية . هذا المواطن و خلال
مدة قصيرة جدا من تولي ماكرون الحكم بدأ يفقد
ثقته فيه...
بحيث ، الاستطلاعات الرأي العام الفرنسي
المتتالية كلها تعطي نسب متدنية . حوالي ثلاثة أشهر ، 40 بالمائة فقط من الفرنسيين
مازالوا يؤمنون بأن رئيسهم سينجز لهم شيئا من وعوده الانتخابية...
ويبدو أن جسر مكافحة "الإرهاب الإسلامي"
، أصبح المنفذ الوحيد للرؤساء الغربيين للانفلات من غضب شعوبهم . بما يعني ، أن
هذا الإرهاب هو نعمة و ليس نغمة بالنسبة للقادة تلك الدول ...
الرئيس ماكرون ، بدل أن يبحث عن أسباب فشله في تلبية متطلبات
شعبه خرج عليهم ، اليوم الثلاثاء، ليبشرهم أن أولى أولياته "مكافحة
الإرهاب الإسلامي"...
رغم أن هؤلاء القادة لم يوضحوا لشعوبهم كيف
تمكن هذا "الإرهاب الإسلامي" من التلاعب بأمنهم الداخلي بهذه السهولة و
البساطة مخترق أجهزتهم الأمنية المتعددة و المتشعبة و التي تُصرف عليها ميزانيات
ضخمة من الخزينة العمومية مقتطعة من
قطاعات أخرى قد ترفع من مستوى الفرد الغربي...
وإذا كانت هذه الأجهزة الضخمة عاجزة عن
حماية امن بلدانها و شعوبها من "الإرهاب الإسلامي" فما هي دواعي
وجودها...
من المفروض اختراق امني من هذا النوع المستمر
، يتطلب محاسبة و تحديد مسؤولية على حكومات تلك الدول القيام بها وهذا ما لم نسمع
عنه أبد...
يعني ، تلك الحكومات راضية على أداء أجهزتها الأمنية
ومستفيدة من هذه "الاختراقات الأمنية"، "على قاعدة إن لم تعرف
الجاني ابحث عن المستفيد"...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
29.08.2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق