إيران ، فجأة وبدون سابق إنذار وبقدرة قادر تحولت إلى
دولة حقوقية ترعى حقوق "رؤوس الناس" لكي لا تطير عن أجسادها .كما حصل
لرجل الشيعي السعودي "نمر النمر"...
اهتمامها بالموضوع تعدى اهتمام إنساني قد
يكون مفهوم، لأن أرواح الناس عند نزعها عن أجسادها ليس بالأمر الهين. لكن اهتمام إيران بالموضوع تعدى حتى اهتمام منظمات
حقوقية و دول سجلها نظيف في ميدان الحقوقي والقضائي ...
وتعدى الاهتمام إلى درجة إزعاج وتدخل في أمور
لا تفكر فيها إلا من كانت له الوصايا على الطرف الآخر. وصل الأمر إلى
التحريض على الاعتداء على مقر سفارة ...
قلت
تحريض من النظام ، لأن منذ متى كانت
الجماهير تتحرك في بلد شمولي مثل إيران بدون
أوامر و تحريض مباشر من النظام و القبضات
الحديدية لفروعه الأمنية على وزن حرسه الثوري ...
رغم أن النمر مواطن سعودي" طار رأسه"
بحكم قضائي في إطار القانون القضائي
للمملكة العربية السعودية وبدون أدنى شك حجم التهم الموجهة له تكون كبيرة و خطيرة لان أحكام الإعدام ليست لعبة يتسلى بها القضاة...
ومن حق السعودية أن تأخذ الإجراءات القضائية
في حق كل من تراه تهديدا لأمنها القومي وكل من يحاول إحياء فتن مدفونة منذ قرون...
ومثل
هؤلاء الأشخاص خطبهم وأفكارهم (على الأقل
المسموعة والمرئية منها) ، كلها تصب في هذا الاتجاه بمعنى التحريض على الفتن و ليس
التعبير عن الرأي . والفرق واضح و شاسع
بين التحريض و التعبير...
إيران من حقها إعطاء رأيها في هذا الحكم
كباقي الدول و الجمعيات و الغير جمعيات لكن ليس من حقها أن تنصب نفسها مدافعة عن حقوق الإنسان لأنها الدولة
الأخيرة التي يحق لها أن تفعل ذلك وسجلها الحقوقي يشهد لها بذلك ...
إلا إذا كانت صحوة ضمير مفاجئة لهذه الدولة من كثرة الرؤوس التي
طارت من أجسادها بأوامر مباشرة منها نفذتها مليشياتها الدموية في بلاد الرافدين التي عاثت فسادا في الرؤوس والأجساد...
أو صحوة ضمير من كثرة قطع الرؤوس اليومية في ساحات العامة ، كما
تنقل ذلك وسائل الإعلام ، لأهل الأهواز لا لشيء إلا أنهم يتطلعون بان يصبحوا مواطنين من نفس الدرجة كباقي الشعب الإيراني وان
يرفع عنهم الاضطهاد القومي و الطائفي التي تمارسه "صاحبة مبادئ حقوق الإنسان "...
على إيران أن تدرك وقت
الغفلة انتهى و أنها ، أي إيران ، تعرت
بالكامل أمام كل الشعوب العربية بمختلف الطوائف و المذاهب حتى الشيعة العرب أدركوا ذلك ...
أدركوا أن إيران تريد استخدامهم كمنصة إطلاق أفكارها القومية المغلفة دينيا
بوتر طائفي لتمزيق وحدة الصف العربي وجعل
العالم العربي وخاصة الخليجي عبارة عن كيانات متفككة تؤمر بأوامرها وقد نجحت إلى
حد كبير في العراق و لبنان و اليمن في وقت
"الغفوة العربية "...
وقد حذر من هذا مرارا وتكرارا
أحد المفكرين الاستراتيجيين العرب ، الخبير في الشأن الإيراني وخبابا نظامه و المطلع جيدا
على نواياه و خططه الإستراتيجية التي يعمل عليها خبراءه ليلا نهارا ...
من تلك الخطط الخطيرة تحويل و جهة أم القرى، يعني
مكة المكرمة ، إلى قم . طالبا
هذا المفكر المذكور من الدول الخليجية أن
تنتبه إلى الرياح الآتية من الشرق محملة بشتى أنواع الفتن والتفكك لدول المنطقة ...
بالخصوص بعد أن تحطمت
بشكل دراماتيكي البوابة الشرقية المتمثلة في دولة العراق ، الذي أصبح هذا البلد العربي العريق امتداد وعمقا استراتيجيا لدولة إيران حاليا وإمبراطورية
فارس مستقبلا ...
وللأسف جهات عربية التي تعاني اليوم من هذا
الامتداد هي من ساهمت عن قصد آو غير قصد في تفكيك هذه البوابة الحصينة
وأطلقت من خلالها إيران "نمورها" ...
والراحل صدام حسين تنبه
مبكرا لهذه الرياح لكنه وللأسف خانته الحكمة في كيفية التصدي ووقع في المصيدة
القذرة التي نصبت له بإتقان وكانت تلك المصيدة سببا في إنهاكه وبعد ذلك القضاء عليه
نهائيا...
عندما نجحت الثورة
الإيرانية و سقوط نظام الشاه عمت الفرحة الجميع بمختلف الطوائف و المذاهب .لأن
ببساطة كان الجميع ينظر إلى تلك الثورة أنها ثورة لجميع الشعوب المضطهدة التي تسعى إلى
حرية التعبير و حرية الرأي والمعتقد ...
قبل أن ينتبه الجميع أن
ذلك ليس صحيحا ، لأن الثورات هي قناعات
ومبادئ لا تصدر بالقوة و لا بالفتن. وان هذا النظام ما هو إلا امتداد للحقبة الصفوية الدموية أين أجبر الناس
على التشيع بقوة الحديد و النار ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
06.01.2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق