لو كانت كوكبة الشرق الراحلة ما زالت على قيد الحياة
لأطربتنا برائعة أخرى مرادفة لرائعتها التي تسأل فيها عن "معنى الحب":
"حب ايه اللي انت جاي تقول عليه" ؟ ..." انت عارف قبله معنى الحب
ايه "؟...
لكن القصيدة الجديدة الافتراضية ستسأل فيها الفرد العربي عن المعنى الربيع "اللي جاي يطالب به" ... ، أهو عارف معناه أم راكب التيار فقط...
بمعنى ، على الشعوب العربية أن تعيش فصلها كما هو وتقتنع بأن ذلك الفصل هو قدرها و لا تفكر في فصل آخر حتى ولو كانت تعيش فصول خريفية قاتمة أو شتوية قارصة أو طوفانيا جارفة ، يكون أحسن بكثير من أن تعيش درجة واحدة فوق نار جهنم ...
درس سوريا ، لا بد أن يكون مرجع ومثال لكل الشعوب العربية التي مازالت تحلم أن هناك ربيع حقيقي وتعرف هذه الشعوب أنها تعيش في عصر كل شيء اصطناعي مركب في معامل و مختبرات ، من حليب الرضاعة إلى الغذاء الذي يتناوله ، المعدل جينيا في تلك المختبرات ...
بمعنى ، ليس هناك شيئا اسمه "الحقيقي" و أن تلك الفصول تعدل في تلك المختبرات كما تعدل جينات الأغذية ويتم التحكم عن بعد في تلك الفصول لجعلها ضاحكة في فصل الشتاء أو جعلها عاصفة في فصل الربيع...
الشعب السوري الشقيق "ضحكوا عليه المسكين" ، قالوا له سنجلب لك ربيعا زاهيا وأعطوا له وعدا بأن النظام سيسقط خلال أيام معدودات وإذ به سقط الشعب ولم يسقط النظام ...
لأنهم ببساطة لا يريدون ذلك وهدفهم ليس فصل الربيع و إنما تدمير البلاد ضمن مخطط مركب بعناية في تلك المختبرات...
وعندما أرادوا بنصف كلمة منهم ، سلم لهم النظام بكل طواعية و"طيبة خاطر"، كل ما يملك من برنامج أسلحته الغير تقليدية. حتى ولو كانت مازالت تلك الأسلحة برنامجا على الورق في طور النظري. وبنفس الطريقة كان يمكن إنهاء هذه المأساة التي يعيشها الشعب السوري الشقيق...
سوريا ، بلاد الأناقة و الجمال دمرت ولن يكون لها وجودا و لن يزورها ربيعا ربما لقرون . حتى ولو سقط النظام فلن ينفع ذلك شيئا. لقد جعلوا من هذا الشعب العربي نموذجا لربيع دامي . جعلوا منه إما ميتا أو متشردا في بقاع العالم ، متسولا على أبواب المساجد وعلى مداخل الأسواق وأبواب المتاجر ...
وجزء منه أصبح طعما لأسماك القرش البحرية بعد محاولته ركوب البحر هربا من "أسماك القرش الطائرة " ، التي تجمعت في سماءه من كل صوب وحدب ، حاملة في جوفها الدمار و الخراب ...
يكون بموجبها جوف أسماك البحر أرحم من تلك "الأسماك القرش الطائرة" التي لا تفرق بين أخضر و يابس بحجة القضاء على "داعش "...
و لا يعرف إن كان "داعش" الذي يتكلموا عنه ، الذي استطاع الصمود و مواجهة تحالف دولي يملك الأرض و الجو و البحار و ما تحت البحار و المحيطات، هو نفسه "الغول" الذي كان يخوفنا به أهلنا عندما كنا صغارا أنه (أي الغول)، سيأتي ليلا ليأكلنا إن لم نلتزم الهدوء وهذا "الغول" لا يأتي إلا ليلا...
بمعنى ، لا يتحرك إلا في الظلام لكي لا يتعرف عليه أحد . و لا يعرف إن كانت "داعش" نفسه "الغول" المذكور أو هو من نوع آخر ، القاسم المشترك بينهما أنهما يتحركا في "الظلام" ...
صحيح ، الأنظمة العربية تفصلها عن شعوبها حواجز نفسية سميكة من الصعب أو حتى من المستحيل إزالتها ، لكن صحيح أن تلك الشعوب التي تحلم بالربيع عليها معرفة أولا معنى الربيع اللي تتكلم عليه...
رأي وقناعتي أن هذه الشعوب أظلم من حكامها أنفسهم . الفرد الذي لا يحترم جاره ويؤذيه و يعتبر الرصيف جزء من أملاكه الخاصة ويقطعه بالحجارة و الأعمدة الحديدية لتصبح حواجز إذا سقط عليها شخصا سيكون مصيره عاهة مستديمة إن لم يكون فقدان الحياة وفقدان الجنين ، إذا كانت امرأة حامل...
والفرد الذي ما زال لا يفرق بأن الرصيف للمشاة و الطريق للمركبات ، تراه يستعمل الطريق بدل الرصيف و صاحب المركبة يطلب منك "بنرفزة" أن تفسح له الرصيف للمرور...
والفرد الذي يعتبر توقف سيارة في الشارع العام قبالة منزله انتهاكا لحرمته. والفرد الذي يرمي فضلاته وقاذوراته في الشارع لتصبح خطرا عاما و"تقبيح" ( من القبح) ، المنظر...
والفرد الذي يفتخر أنه أهلك مالا لبدا، يكفي لإطعام قرى بأكملها في" يوم مسغبة"، في "الفخفخة" و "الفحششة" و شراء وتفجير مفرقات تكفي لتحرير جزء من القدس الشريف ، في ليلة من ليالي أفراحه التي لا تتوقف طوال فصول السنة . محولا السكون الليل و راحة الناس جحيما لا يطاق ...
والفرد المزهو بسيارته الجديدة بعد بيع عرضه (عفوا أرضه) ، وهو مارا بعد منتصف الليل في أحياء سكنية و هو لا يعرف أن في قانون المرور وقانون الأخلاق المنبهات ليلا غير مسموح بها وأن استعمال الأشرطة الغنائية في تلك الأوقات و بتلك القوة غير موجودة في قاموس "أخلاقيات فصل الربيع"...
والفرد الذي لا يعرف حقوقه و لا يحترم واجباته . أو الفرد الذي "يخلق" أزمات في وقت الرخاء فكيف يكون حاله في وقت الأزمة و الشدة...
تراه عضوا دائما في الطوابير التي لا تنتهي ، ماسحا كرامته أرضا ، لهثا وراء مادة هي متوفرة في المكان و الزمان، فقط لأنه سمع أن نوع تلك المادة عند ذاك التاجر أحسن ...
وهو الفرد نفسه الذي باع أرضه الفلاحية ، التي كانت تنجب له ذهبا أخضرا ، "للبزنسيين" ليشتري سيارة وهاتف نقال يتسكع بهما في الطرقات رابط مصير بطنه بما تجود به مزارع ما وراء البحار وسلامة البواخر من الغرق في أعالي البحار التي تنقل له من "إبرة الخياطة" إلى "رغيف الخبز" ...
كيف يكون حال هذا الفرد في وقت الأزمة والشدة عندما تتوقف تلك البواخر عن الإبحار أو تغرق هي وحمولتها قبل الوصول إليه ، كيف يكون حال هذا الفرد الذي يأكل مما لا ينتج و يلبس مما لا يصنع ...
أو الفرد الذي لا يفرق بين ما هو نافع أو ضار فيسقي محاصيله الزراعية بالمياه القذرة مصدرها قنوات الصرف الصحي و ما تلفظه المصانع و المستشفيات و المراكز الصحية من مخلفات المرضى والموتى، محولا حياة الناس الذين يستهلكون تلك المحاصيل إلى فصول "أمراض" و "سرطانات"...
بالمختصر المفيد ، الفرد الذي يخاف و لا يستحي وإذا جاءه "ربيعا" ورفع عنه الخوف فذلك يعني "طامة كبرى" ، يحتاج إلى الاستماع إلى الأغنية الافتراضية "ربيع إيه اللي جاي تطالب به" ،يستمع إليها على أطلال "بلاد الشام"...
لكن القصيدة الجديدة الافتراضية ستسأل فيها الفرد العربي عن المعنى الربيع "اللي جاي يطالب به" ... ، أهو عارف معناه أم راكب التيار فقط...
بمعنى ، على الشعوب العربية أن تعيش فصلها كما هو وتقتنع بأن ذلك الفصل هو قدرها و لا تفكر في فصل آخر حتى ولو كانت تعيش فصول خريفية قاتمة أو شتوية قارصة أو طوفانيا جارفة ، يكون أحسن بكثير من أن تعيش درجة واحدة فوق نار جهنم ...
درس سوريا ، لا بد أن يكون مرجع ومثال لكل الشعوب العربية التي مازالت تحلم أن هناك ربيع حقيقي وتعرف هذه الشعوب أنها تعيش في عصر كل شيء اصطناعي مركب في معامل و مختبرات ، من حليب الرضاعة إلى الغذاء الذي يتناوله ، المعدل جينيا في تلك المختبرات ...
بمعنى ، ليس هناك شيئا اسمه "الحقيقي" و أن تلك الفصول تعدل في تلك المختبرات كما تعدل جينات الأغذية ويتم التحكم عن بعد في تلك الفصول لجعلها ضاحكة في فصل الشتاء أو جعلها عاصفة في فصل الربيع...
الشعب السوري الشقيق "ضحكوا عليه المسكين" ، قالوا له سنجلب لك ربيعا زاهيا وأعطوا له وعدا بأن النظام سيسقط خلال أيام معدودات وإذ به سقط الشعب ولم يسقط النظام ...
لأنهم ببساطة لا يريدون ذلك وهدفهم ليس فصل الربيع و إنما تدمير البلاد ضمن مخطط مركب بعناية في تلك المختبرات...
وعندما أرادوا بنصف كلمة منهم ، سلم لهم النظام بكل طواعية و"طيبة خاطر"، كل ما يملك من برنامج أسلحته الغير تقليدية. حتى ولو كانت مازالت تلك الأسلحة برنامجا على الورق في طور النظري. وبنفس الطريقة كان يمكن إنهاء هذه المأساة التي يعيشها الشعب السوري الشقيق...
سوريا ، بلاد الأناقة و الجمال دمرت ولن يكون لها وجودا و لن يزورها ربيعا ربما لقرون . حتى ولو سقط النظام فلن ينفع ذلك شيئا. لقد جعلوا من هذا الشعب العربي نموذجا لربيع دامي . جعلوا منه إما ميتا أو متشردا في بقاع العالم ، متسولا على أبواب المساجد وعلى مداخل الأسواق وأبواب المتاجر ...
وجزء منه أصبح طعما لأسماك القرش البحرية بعد محاولته ركوب البحر هربا من "أسماك القرش الطائرة " ، التي تجمعت في سماءه من كل صوب وحدب ، حاملة في جوفها الدمار و الخراب ...
يكون بموجبها جوف أسماك البحر أرحم من تلك "الأسماك القرش الطائرة" التي لا تفرق بين أخضر و يابس بحجة القضاء على "داعش "...
و لا يعرف إن كان "داعش" الذي يتكلموا عنه ، الذي استطاع الصمود و مواجهة تحالف دولي يملك الأرض و الجو و البحار و ما تحت البحار و المحيطات، هو نفسه "الغول" الذي كان يخوفنا به أهلنا عندما كنا صغارا أنه (أي الغول)، سيأتي ليلا ليأكلنا إن لم نلتزم الهدوء وهذا "الغول" لا يأتي إلا ليلا...
بمعنى ، لا يتحرك إلا في الظلام لكي لا يتعرف عليه أحد . و لا يعرف إن كانت "داعش" نفسه "الغول" المذكور أو هو من نوع آخر ، القاسم المشترك بينهما أنهما يتحركا في "الظلام" ...
صحيح ، الأنظمة العربية تفصلها عن شعوبها حواجز نفسية سميكة من الصعب أو حتى من المستحيل إزالتها ، لكن صحيح أن تلك الشعوب التي تحلم بالربيع عليها معرفة أولا معنى الربيع اللي تتكلم عليه...
رأي وقناعتي أن هذه الشعوب أظلم من حكامها أنفسهم . الفرد الذي لا يحترم جاره ويؤذيه و يعتبر الرصيف جزء من أملاكه الخاصة ويقطعه بالحجارة و الأعمدة الحديدية لتصبح حواجز إذا سقط عليها شخصا سيكون مصيره عاهة مستديمة إن لم يكون فقدان الحياة وفقدان الجنين ، إذا كانت امرأة حامل...
والفرد الذي ما زال لا يفرق بأن الرصيف للمشاة و الطريق للمركبات ، تراه يستعمل الطريق بدل الرصيف و صاحب المركبة يطلب منك "بنرفزة" أن تفسح له الرصيف للمرور...
والفرد الذي يعتبر توقف سيارة في الشارع العام قبالة منزله انتهاكا لحرمته. والفرد الذي يرمي فضلاته وقاذوراته في الشارع لتصبح خطرا عاما و"تقبيح" ( من القبح) ، المنظر...
والفرد الذي يفتخر أنه أهلك مالا لبدا، يكفي لإطعام قرى بأكملها في" يوم مسغبة"، في "الفخفخة" و "الفحششة" و شراء وتفجير مفرقات تكفي لتحرير جزء من القدس الشريف ، في ليلة من ليالي أفراحه التي لا تتوقف طوال فصول السنة . محولا السكون الليل و راحة الناس جحيما لا يطاق ...
والفرد المزهو بسيارته الجديدة بعد بيع عرضه (عفوا أرضه) ، وهو مارا بعد منتصف الليل في أحياء سكنية و هو لا يعرف أن في قانون المرور وقانون الأخلاق المنبهات ليلا غير مسموح بها وأن استعمال الأشرطة الغنائية في تلك الأوقات و بتلك القوة غير موجودة في قاموس "أخلاقيات فصل الربيع"...
والفرد الذي لا يعرف حقوقه و لا يحترم واجباته . أو الفرد الذي "يخلق" أزمات في وقت الرخاء فكيف يكون حاله في وقت الأزمة و الشدة...
تراه عضوا دائما في الطوابير التي لا تنتهي ، ماسحا كرامته أرضا ، لهثا وراء مادة هي متوفرة في المكان و الزمان، فقط لأنه سمع أن نوع تلك المادة عند ذاك التاجر أحسن ...
وهو الفرد نفسه الذي باع أرضه الفلاحية ، التي كانت تنجب له ذهبا أخضرا ، "للبزنسيين" ليشتري سيارة وهاتف نقال يتسكع بهما في الطرقات رابط مصير بطنه بما تجود به مزارع ما وراء البحار وسلامة البواخر من الغرق في أعالي البحار التي تنقل له من "إبرة الخياطة" إلى "رغيف الخبز" ...
كيف يكون حال هذا الفرد في وقت الأزمة والشدة عندما تتوقف تلك البواخر عن الإبحار أو تغرق هي وحمولتها قبل الوصول إليه ، كيف يكون حال هذا الفرد الذي يأكل مما لا ينتج و يلبس مما لا يصنع ...
أو الفرد الذي لا يفرق بين ما هو نافع أو ضار فيسقي محاصيله الزراعية بالمياه القذرة مصدرها قنوات الصرف الصحي و ما تلفظه المصانع و المستشفيات و المراكز الصحية من مخلفات المرضى والموتى، محولا حياة الناس الذين يستهلكون تلك المحاصيل إلى فصول "أمراض" و "سرطانات"...
بالمختصر المفيد ، الفرد الذي يخاف و لا يستحي وإذا جاءه "ربيعا" ورفع عنه الخوف فذلك يعني "طامة كبرى" ، يحتاج إلى الاستماع إلى الأغنية الافتراضية "ربيع إيه اللي جاي تطالب به" ،يستمع إليها على أطلال "بلاد الشام"...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
11.12.2015
11.12.2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق