التحالف العسكري المشكل مؤخرا من طرف عدة دول العربية بالخصوص خليجية لكبح
جماح التمدد الإيراني برأس حربة حوثية بزواج عرفي مع الرئيس السابق علي عبد الله
صالح ...
قد يسجل التاريخ هذا التحالف بأنه الصحوة العربية الأولى في العصر ما بعد
الدولة العثمانية . وهذه أول رسالة جدية وبالبريد الجوي تتلقاها إيران من جيرانها
...
ايران ، التي ظنت و لفترة الطويلة أن هؤلاء الجيران مسالمين لدرجة الخنوع مما شجعها على تسريع
وتيرة تمددها وازدادت شهيتها حتى أصبحت
قاب قوسين أو ادني من إضافة عواصم عربية عدة إلى مربعها الأمني ...
إن الضربات الجوية فتحت افقأ جديدا للتوازن الاستراتيجي في منطقة الخليج
العربي التي تصر إيران انه فارسي و الدول الخليجية كانت سترتكب غلطة تاريخية قاتلة
أخرى لو تركت اليمن يسقط بين أيادي جماعة الحوثي وكل يعرف أن هذه الجماعة ما هي إلا مخلب و واجهة لمشروع إيران ضخم
للهيمنة على المنطقة ...
المفكر الاستراتيجي العربي الدكتور النفيسي والخبير في الشؤون المنطقة حذر
كذا من مرة و بقوة من خبايا السياسة الإيرانية المخفي منها اكبر و أوسع و أخطر من
الظاهر وقد حققت أشواط واسعة من أهداف مشروعها...
واكبر شوط حققته انكسار الباب الشرقي للدول الخليجية وجعلها عرضة لعواصف
رياح وزوابع لا تكفي كل أبواب العالم لصد مرة أخرى تلك الرياح الجارفة...
لقد ارتكبت الدول الخليجية أكبر خطأ استراتيجي بتخليها عن العراق و بهذه
البساطة و السهولة وكانت تظن أنها ستقضي
على صدام حسين وفي الأخير قضت على العراق وسلمته من حيث لا تدري إلى إيران وأصبح
الجنرال قاسم سليمان يجول و يصول في عدة عواصم عربية بحجة محاربة الإرهاب ، كأن
تلك العواصم ليس بها جنرالات و خبراء في مكافحة الارهاب أو أصبحت تلك العواصم
عبارة عن قطاعات عسكرية تابعة للحرس الثوري الايراني ...
الدكتور النفيسي بحكم خبرته واحتكاكه بصناع القرار في طهران يكشف جانب من
تفكير هؤلاء عن مستقبل المنطقة الذي يسعون و يخططون له ...
مخطط إحياء من جديد الإمبراطورية
الفارسية وابتلاع معظم بلدان المجاورة
وجعل قم "أم القرى" بدل من مكة المكرمة...
وللوصول إلى أهدافها ، زعزعة أمن و استقرار البلدان المجاورة و زرع فيها
خلايا تكون في البداية نائمة وتستيقظ عند الطلب...
وهذا ما نسمع و نشاهده باستمرار و تلك السفن المحملة بالأسلحة و العتاد
الحربي و التي تم ضبطها قبل وصولها إلى تلك الخلايا قد تكون جزءا يسيرا من عدد
البواخر التي تمكنت من الوصول إلى تلك الجماعات
...
بالمختصر المفيد ، الضربات الجوية للتحالف العربي هي بمثابة صحوة عربية
وأعادت الأمل للمواطن العربي وأن الأموال التي صرفت على شراء تلك الطائرات لها ما
يبررها ...
صحيح أن المواطن العربي يرى أن هذه
الصحوة متاخرة لكنها قد تكون بداية لصحوة لا غفوة بعدها " وأن ياتي الشىء
متأخر أحسن من لا ياتي أبدا ..."، أو هكذا يقول المثل المعروف...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
28.04.2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق