رأي في السياسة

آخر العناوين...

13‏/7‏/2018

بين الطفولة و المراهقة السياسية...



الرئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، دونالد ترامب ، في مقابلة صحفية مع "ذا صن" ،  البريطانية حذر الأوروبيين بان قارتهم ستذوب في أمواج الهجرة . وبطبيعة الحال هو يقصد بالخصوص المهاجرين من منطقتي شرق الأوسط و إفريقيا...
وعلى حسب زعمه ، هذه الهجرة ستغير نسيج أوروبا محذرا ومحرضا على  عدم  الإسراع في كبحها  ستفقد القارة هويتها وثقافتها...
مؤكدا بأن نصائحه تدخل في إطار محبته للقارة رغم أنه غريب عنها ، قبل أن يتدارك الأمر و يشير أن والده من أصل ألماني و أمه من اسكتلندا...
بمعنى هو نفسه من سلالة المهاجرين الذين غزو و هاجروا لمنطقة موجودة في الضفة الأخرى  تفصلهم  عنها  مياه المحيطات عبثوا بنسيج و ثقافة شعوب و أمم أخرى . لكن ليس هذا هو المهم في الموضوع...
المهم ، ما قاله ترامب أثناء هذا الحديث الصحفي على أن نصيحته موجهة للحكومة لأن شعب المملكة المتحدة متفق معه في رؤيته اتجاه هذا الموضوع...
لكن ما لم يذكره ترامب ، كيف استعد الناس في  المملكة المتحدة بكاملها من إنكلترا إلى اسكتلندا ، لاستقبال الرئيس الذي يزعم أنه متفق معهم...
وهي إشارات قوية يوجهها الفرد الأوروبي للرئيس ترامب ، رسالة  فحواها أنه ضد الكراهية و العنصرية,انه ( أي الرئيس ترامب)  غير مرحب به ...
وما يشد  الانتباه في هذه الاحتجاجات المناهضة لزيارة ترامب لبريطانيا ، هو قيام ناشطون بريطانيون بإطلاق بالون ضخم يجسد شخصية  الرئيس الزائر بأنه مازال في مرحلة الطفولة ...
رغم أن ، من وجهة نظري،  وصف الطفولة يحمل الكثير من الامتيازات لصاحبه . لأن الطفولة هي مرحلة من أنقى مراحل التي يمر بها الإنسان في حياته بمختلف فروعها...
 وهي تمثل البراءة والخلو من  الكراهية و كان من الأجدر لو ذلك البالون كان بوصف "المراهقة" ، وما تحمله من تصرفات غير لائقة و غير صائبة وبالخصوص إذا كان صاحبها على وزن رئيس بلد يقود العالم من كل النواحي ...  




بلقسام حمدان العربي الإدريسي
13.07.2018

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص