"مجموعة أهم
الأحداث" : بعد مواجهات شرسة بين الجيش اللبناني و مسلحين تابعين
للشيخ الأسير تمكن ممثل الشرعية اللبنانية من اقتحام المجمع الأمني للشيخ الثائر
...
ثمن الاقتحام لم تكون مجانية ، أكثر من مائة
بين قتيل و جريح في صفوف الجيش اللبناني وأعداد أخرى من القتلى و الجرحى في صفوف التابعين للشيخ الأسير بالإضافة إلى الخسائر
المادية.
لكن الأهم من كل ذلك الجرح الذي ستتركه هذه
الأحداث في الجسم اللبناني بتركيبته الطائفية الهشة القابلة للاشتعال في أي
لحظة والخشية أن تعيد هذه الأحداث إحياء
الحرب الأهلية جراحها و آهاتها لم يشفى منها لبنان كليا إلى حد الآن.
صحيح إن ما قام به الجيش اللبناني يدخل في
إطار شرعية الدولة وأي دولة في جميع أنحاء العالم كانت ستقوم بنفس العمل لكل من
يحاول التطاول على هيبة النظام القائم وإنشاء المربعات الأمنية ويصبح لكل من هب ودب مربعه الأمني الخاص به وتصبح الدولة
عبارة عن مربعات أمنية مغلقة الدخول إليها يتطلب إذن أمني مسبق...
لذلك على الجيش اللبناني لكي يثبت مصداقيته
وأنه جيش لكل اللبنانيين عليه إتمام ما
قام به باقتحام المربعات الأمنية التي أقامها حزب الله واعتقال ومطاردة كل من
يحاول التصدي له من هذا الحزب لكي لا يصبح استثناء .
عكس ذلك ، يعتبر ما قام به ضد المربع الأمني
للشيخ الأسير تميزا وكيل بمكلين وإعطاء
الصبغة الشرعية و القانونية لما يقوم به حزب الله من تطاول واضح و صريح اتجاه الدولة اللبنانية وهيبتها.
لدرجة أصبح ينظر لهذا الحزب دولة قائمة
بذاتها ، متسترا بقناع المقاومة مكنه من تكوين نفسه عسكريا و تنظيميا لدرجة أنه أصبح
قوة ضاربة لا يجرؤ حتى الجيش اللبناني بقوته و عدته الاحتكاك به كما فعل بالشيخ
الأسير...
حتى أن الكثير من السياسيين اللبنانيين
أطلقوا على هذا الحزب تسميات قد تكون أوصاف صحيحة و اقرب للواقع ، منه من أطلق
عليه أنه حزب إيراني مقره لبنان ومنه من وصفه بأنه كتيبة صواريخ إيرانية مقرها
لبنان ومنه من أطلق عليه أنه فرقة أجنبية تابعة للحرس الثوري الإيراني...
والغريب في الأمر أن قيادة هذا الحزب رحبت
بقوة بما قام به الجيش اللبناني ضد الشيخ الأسير واعتبرته انجازا وطنيا
معتبرة ما قام به الشيخ الأسير "فعل
مشين" وتطاول على هيبة الدولة يستحق
الردع ؟؟؟
حتى
أن هناك أخبارا متداولة بأن أفرادا من مليشياته شاركت الجيش اللبناني في
العملية الأمنية ضد المربع الأمني للشيخ الأسير. بمعنى، مربعاته
الأمنية شرعية و قانونية...
حمدان العربي الإدريسي
26.06.2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق