"مجموعة أهم الأحداث"
: الأحداث التي تشهدها جمهورية مصر
العربية تقطع الشك باليقين أن هذا البلد العربي متجه بخطوات ثابتة نحو المجهول .
بلد الذي شهد ربيع وتحول شبه ناعم مقارنة بما جرى في بلدان أخرى ربيعهم كان دمويا ، والخوف أن تتحول هذه النعومة الى "خشونة" ...
والفضل في هذا التحول الشبه ناعم في موقف الايجابي للمؤسسة العسكرية
التي كانت بالفعل احترافية و مهنية وتركت السياسة وأوجاعها لأصحابها واقفة على
الحياد مما جنب البلاد مزالق ، كما هو حاصل في بلد عربي آخر أين انغمس العسكر حتى أذنيهم في دماء شعبهم .
المشهد الأولي لهذا الانزلاق نحو المجهول
واضح من حالة الاحتقان و الشحن للأطراف المتصارعة و التي نقلت صراعاتها للشارع بين طرف يرى أن وجوده على رأس السلطة شرعي زكته
صناديق الاقتراع شفافة و نزيهة .
هذا الطرف المتمثل في جماعة إخوان المسلمين
يرى أن المدة التي قضتها في الحكم ليست كافية ليتم الحكم عليها سلبا أو
إيجابا ، خصوصا أن الإرث الموروث عن النظام المطاح به ليس بالهين من فساد منهجي الذي أدى إلى شلل مزمن لكل مؤسسات الدولة
اقتصادي ، خدماتي واجتماعي ...
وطرف آخر ، المتمثل في معارضة حشدت الشارع
لإسقاط النظام في الشارع بدل اللجوء إلى طرق الديمقراطية التي
تزعم أنها تسعى لتطبيقها في البلد.
وكان الأجدر لهذه المعارضة أن تحشد تلك
الملايين التي تقول أنها تؤيدها في مسعاها للإطاحة بالرئيس المنتخب للانتخابات
البرلمانية المقبلة لكي تفوز بأغلبية المقاعد وبالتالي يمكن لها تغيير لها ما تشاء من قوانين التي تحجم سلطات
الرئيس في انتظار الانتخابات الرئاسية القادمة للإطاحة كليا بالنظام القائم بطرق سلمية و حضارية و تجنيب
البلاد الفوضى و الانزلاق للمجهول.
لأن، من يضمن إذا نجح هذا الضغط الشعبي بالإطاحة
بالرئيس مرسي أن لا يكون هناك ضغط شعبي معاكس للتيار المؤيد للرئيس الحالي للإطاحة
بالرئيس القادم لتدخل البلاد في دوامة عدم الاستقرار السياسي و ما يتبعه من تابعيات
، هذا في أحسن الأحوال ، أما السيناريو الأسوأ ، دخول البلاد في متاهات الحرب الأهلية
التي ستأكل الأخضر و اليابس .
ويرى الكثير أن كيف لهذا المعارضة صبرت كل هذه
العقود من النظام السابق المطاح به والذي أوصل البلاد بمواردها البشرية و المادية
الضخمة إلى دولة تحتل المرتبات الأولى ليس بين الدول السائرة في طريق النمو وإنما
على رأس الدول السائرة نحو الإفلاس، ولا
تصبر ( المعارضة) على رئيس انتخب حديثا و لم يكمل عامه الأول لتحكم عليه بالفشل وبعدم
الأهلية ...
حمدان العربي الإدريسي
30.06.2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق