رأي في السياسة

آخر العناوين...

7‏/1‏/2015

جماعة الحوثي ، من "المسكنة" إلى "الفرعنة"...

الوضع في اليمن غامض و يزيده غموضا سكوت المطبق للرئيس الدولة ، أهو سكوت إجباري أم سكوت اختياري. والسكوت دائما يعبر عن حالتين، إما يكون ناتج عن خوف أو عن رضا...
وكان من حق الشعب اليمني أن يعرف ذلك من رئيسه مباشرة أهو أيضا مثله مثل البلد مختطف من طرف "الجماعة" التي اختطفت البلاد ومؤسساته كلها بقوة السلاح . صحيح ، أنها جماعة يمنية و ليست قوة احتلال جاءت من خارج البلاد...
لكن ، صحيح أيضا لا يحق لأي جماعة في أي دولة أن تفرض رأيها و قوانينها بقوة السلاح وتتجاوز الهيئات الدستورية بما فيها السلطة التنفيذية التي تمثل هيبة الدولة ...
سكوت الرئيس أصبح لغزا محيرا لكل المحللين و المتتبعين للشأن اليمني ، حتى أن بعض من هؤلاء المحللين اليمنيين أنفسهم تساءلوا جهرا عن هذا السكوت المطبق من طرف رأس النظام أهو علامة رضا لما هو حاصل للبلد أم هو عاجز عن القيام بأي فعل يصحح الوضع...
وفي كلتا الحالتين عليه مصارحة والرجوع للشعب ومكاشفته بحقيقة الأمور تتبعها الاستقالة أو أخذ تفويض من الشعب بمواجهة هذا الوضع الشاذ بقوة القانون وفي تلك الحالة لا يمكن هذه الجماعة مهما أوتيت من قوة مواجهة الشعب بكامله...
جماعة (الحوثي) ، اختطفت البلد وبما فيه وأصبحت تفجر البيوت بأثاثهم و تعتقل وتسجن الناس وتقتل من حاول المقاومة و بذلك أصبحت لا فرق بينها و بين قوة احتلال...
و لا فرق بين ما تقوم به هذه الجماعة و ما تقوم قوات الاحتلال في فلسطين و ما قامت قوات الاحتلال الأمريكية في العراق أو في أي مكان آخر...
من الوقاحة ، أحد مسؤولين هذه الجماعة ظهر على وسائل الإعلام وهو يبرر هذه الأعمال "الاحتلالية" . قائلا، للجماعة الحق في تفجير أي بيت تصدر منه "أعمال عدائية" ضد هذه الجماعة التي انتقلت من "المسكنة" و "المظلومية" إلى مرحلة "الفرعنة"...
وقد وصلت هذه "الفرعنة" حد اعتقال مسؤولين كبار في الدولة و لا أحد يعرف مصيرهم ، مثل رئيس الأمن الداخلي برتبة لواء ، حتى أن بعض الأخبار المتداولة تقول انه تحت تصرف سلطات بلد آخر (داخل أو خارج اليمن). كل ذلك لم تحرك رئيس دولة ...
أكثر من ذلك ، أمضى رئيس الدولة مرسوما بتعيين مسؤول اخر محسوب على هذه الجماعة في هذا المنصب الهام و الحساس ، يوضح رضوخ الرئيس لإرادة هذه الجماعة "طوعا أو كرها" وما يترتب ذلك من تداعيات على أمن وسلامة البلد ...
أكبر إحباط يشعر به المواطن العربي من" المياه إلى المياه" ، وهو يرى بلد عربي آخر يختطف بهذه السهولة و البساطة بنفس السيناريو اختطاف بلد آخر على وزن العراق و أن اختلفت طريقة الاختطاف ، إلا أن النتيجة واحدة، لأن الخاطف و المستفيد واحد ...
وهذه الجماعة ما هي إلا وسيلة استعملت في عملية الاختطاف والمستفيد من عملية الاختطاف هو نفسه من استفاد من عملية اختطاف العراق و سيستفيد من اختطاف أوطان أخرى ...
والخوف كل الخوف أن يحصل للمواطن العربي كما حصل لأبى عبد الله الثاني عشر والفرق أن هذا الأخير كانت له فرصة أخيرة للبكاء على "ربوة ترابية "...






بلقسام حمدان العربي الإدريسي
07.01.2015

   

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص