حصل الطلاق بين المملكة المتحدة و الاتحاد الأوربي وهي ضربة موجعة إن لن
تكون القاضية على فكرة الوحدة الأوروبية ، لأن لا يمكن تصور أوروبا بدون قطب على
وزن بريطانيا...
الأخطر من ذلك هذا الخروج يُمكن أن يكون افتتاح مفتوح للخروج دول أخرى و
بالتالي تفكك كامل لفكرة أوروبا موحدة مقدمة لمشروع أوروبا واحدة...
وبدأ يُسمع وخاصة من الأحزاب اليمنية للدول الأوروبية مناداة على تعميم
فكرة الاستفتاء للخروج من الاتحاد على غرار ما حصل في بريطانيا...
ويعتبر هذا الخروج أخطر أزمة تواجه الاتحاد و انتكاسة لأنصار الوحدة و ليس
من السهل استيعاب الصدمة . استفتاء عرف أكبر نسبة مشاركة أكثر من 70 بالمائة،
مما يعني أن البريطانيين اهتموا كثيرا بالموضوع أكثر من نصفهم صوتوا لصالح الطلاق...
ونتائج الاستفتاء بينت أيضا الانقسام الحاصل في
المجتمع البريطاني ، لندن، اسكتلندا و ايرلندا الشمالية صوتوا لصالح البقاء
، بينما الشمال إنكلترا وويلز لصالح الخروج...
طلاق كان أول ضحاياه رئيس الوزراء ، ديفيد كاميرون،
الذي كان ملزما على تقديم استقالته التي تُعبر عن فشله في الاحتفاظ بعضوية بلاده
ضمن الاتحاد وسيدخل التاريخ أن في عهدته حصل الطلاق التاريخي ...
هذا الجانب السلبي ، لكن الجانب الإيجابي في
الاستفتاء و نتائجه أن الشعوب في الدول الغربية هي التي تصنع مستقبلها سلبا أو إيجابا
والسلطات عليها الرضوخ و التنفيذ الإرادة الشعبية المعبر عنها عن طريق الصناديق
...
ها هو رئيس السلطة التنفيذية للمملكة المتحدة في أول
عمل رسمي بعد ظهور النتائج تقديم استقالته للملكة ذاكرا أن هناك مرحلة جديدة تحتاج
إلى سلطة تنفيذية جديدة قادرة على مسايرة الحدث ...
ولم يتكلم المستقيل عن مؤامرة أو أيادي خارجية تستهدف
مستقبل و استقرار البلد تحتاج إلى قرارات استثنائية لردع الخطر المحدق . وهذا هو
سر قوتهم و سر تفوقهم مصدر بقائهم في القمة ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
25.06.2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق