روسيا ، الوريث الشرعي للإمبراطورية الشرق المندثرة المتمثلة في
الاتحاد السوفيتي السابق أعادت لهذه الإمبراطورية جزء كبير من أحلامها التي ضاعت
في أوحال أفغانستان قبل أن تقضي عليها سياسة " البترويسكا" ، التي جاء
بها غورباتشوف وقاد بها الانهيار للاتحاد السوفياتي وتفكك كما تفكك حلقات السلاسل
عن بعضها البعض
...
لكن يبدو أن الحظ لم يخون هذه الإمبراطورية أو على الأقل نواتها الرئيسة ألا وهي روسيا أو باسمها الرسمي "الاتحاد الروسي"...
قلت الحظ لم يخونها بظهور قيادة قوية متمثلة في شخص بوتين الذي استطاع أن يُعيد الأمور إلى نصابها ويعزز قدراتها الردعية ربما أكثر بكثير مما كانت عليه الأوضاع السابقة ...
من وجهة نظري ، الحظ لعب دورا إضافيا للنظام الروسي الجديد مكنه من إلحاق بالركب ومنافسة بطريقة شرسة الخصم التاريخي المتمثل في الكتلة الغربية وزعيمتها الولايات المتحدة ،التي لعبت دورا محوريا بتزعمها بما يُعرف بالحرب الباردة التي آتت أكلها باستنزاف مارثوني للخصم الذي رمي في الأخير المنشفة...
قلت حظ إضافي ، المتمثل في تولي جورج بوش الابن قيادة البيت الأبيض وصولا بالرئيس الحالي دونالد ترامب، مرورا بالرئيس السابق باراك أوباما...
مرحلة وجود هؤلاء الرؤساء الثلاثة أعطى للدب المستفيق مجال مناورة لإعادة التوازن الاستراتيجي . وأسوأ هذه المراحل هي مرحلة جورج بوش الابن ، الذي ادخل بلاده في استنزاف عسكري ومالي لا مبرر له بزج بقوته في حروب تحت مسمى "محاربة الإرهاب" في جبال "تورا بورا" ومستنقع غزو العراق الذي لم ينال منه سوى تقديمه على طبق من الذهب إلى إيران المصنفة من طرفه بأنه أحد أضلاع محور الشر...
تلتها مرحلة باراك أوباما ، صحيح ليست بسوء مرحلة السابقة ، لكنها مرحلة التردد و الانكماش بامتياز وهي مرحلة التي تشجع فيها "دب الشرق" من وضع قدميه بقوة في منطقة الشرق الأوسط وبالخصوص سوريا...
أما المرحلة الحالية المتمثلة في عُهدة الرئيس الحالي دونالد ترامب وشعاره "أمريكا أولا" ، فيمكن اعتبارها مقدمة الانهيار الإمبراطوري . لأن استمرار الإمبراطوريات لا يعرف "أولا" و لا حدود و لا بناء الجدران ، بمعنى الانغلاق ...
قلت الوصاية الروسية ، هذه الأخيرة استفادت بشكل منهجي من هذه الثغرات القاتلة وأصبح لها موضع قدم طوله من الشرق البعيد إلى الشرق الأوسط مستفيدة من الأزمة السورية وحاجة النظام إلى مساعدة رادعة بعد أن كان على وشك الانهيار .وهنا تقاطعت المصالح بين الطرفين روسيا للتوسع والنظام السوري للبقاء...
لا أحد ينكر حتى النظام السوري نفسه ، أن ترجيح الكفة كان الفضل فيه للتدخل الروسي العنيف وسلاح جو لا يرحم حجر و لا بشر مستعينا بالتجربة الشيشانية ...
لكن هذا "التدخل الاستيغاثي" ، ليس لوجه الله لأن روسيا ليست منظمة خيرية عالمية ترسل أساطيلها البحرية الجوية لإعادة النظام في منطقة مضطربة ثم تعود أدراجها انتظارا لاضطراب آخر قد يحصل في منطقة أخرى...
روسيا امتداد لإمبراطورية تفككت وهي في سباق مع الزمن لإعادة تركيبها وتكفير عن أخطاء ارتكبت بتخليها عن حليفها القومي الاستراتيجي المتمثل في النظام الصربي وحلفائها الآخرين آخرهم نظام صدام حسين ونظام معمر القذافي...
لذلك لا ينتظر أحد خروج روسيا من سوريا حتى ولو هدأت الأمور مائة في المائة وتمكن النظام من إعادة السيطرة التامة على مجريات الأمور...
والمتتبع للشأن السوري يُلاحظ كيف أن روسيا بدأت تتعامل مع الأمور كأنها الوصي الحقيقي على البلاد. وليست تلك المشاهد التي تقول المصادر الناقلة للخبر أنها لأفراد من الجيش السوري عُقبوا علنا من طرف الشرطة العسكرية الروسية لأنهم خلفوا قوانين النظام العام ، من المفروض أنها من صلاحيات الجهات المعنية للنظام ، إلا دليلا على صحة هذا المنحنى ...
أكثر من ذلك ، البلاغ الصادر من القيادة الروسية الكائنة في "قاعدة حميميم" ، يشير أنها بصدد فتح تحقيق للتأكد من صحة معلومات فيديو تظهر شخص قيادي في مليشيات موالية للنظام وهو يقدم فرسا حيا لأسدين يملكهما في مزرعته الخاصة، وفي حالة ثبوت ذلك القيادة الروسية ستقوم بإجراء عقابي ضد المعني، على حسب المصدر...
صحيح هو فعل مقزز ومُشين يستحق الردع لكن من السلطات المعنية و ليس من جهات خارجية مهمتها الأساسية مساعدة النظام وليست الوصي على النظام ...
لكن يبدو أن الحظ لم يخون هذه الإمبراطورية أو على الأقل نواتها الرئيسة ألا وهي روسيا أو باسمها الرسمي "الاتحاد الروسي"...
قلت الحظ لم يخونها بظهور قيادة قوية متمثلة في شخص بوتين الذي استطاع أن يُعيد الأمور إلى نصابها ويعزز قدراتها الردعية ربما أكثر بكثير مما كانت عليه الأوضاع السابقة ...
من وجهة نظري ، الحظ لعب دورا إضافيا للنظام الروسي الجديد مكنه من إلحاق بالركب ومنافسة بطريقة شرسة الخصم التاريخي المتمثل في الكتلة الغربية وزعيمتها الولايات المتحدة ،التي لعبت دورا محوريا بتزعمها بما يُعرف بالحرب الباردة التي آتت أكلها باستنزاف مارثوني للخصم الذي رمي في الأخير المنشفة...
قلت حظ إضافي ، المتمثل في تولي جورج بوش الابن قيادة البيت الأبيض وصولا بالرئيس الحالي دونالد ترامب، مرورا بالرئيس السابق باراك أوباما...
مرحلة وجود هؤلاء الرؤساء الثلاثة أعطى للدب المستفيق مجال مناورة لإعادة التوازن الاستراتيجي . وأسوأ هذه المراحل هي مرحلة جورج بوش الابن ، الذي ادخل بلاده في استنزاف عسكري ومالي لا مبرر له بزج بقوته في حروب تحت مسمى "محاربة الإرهاب" في جبال "تورا بورا" ومستنقع غزو العراق الذي لم ينال منه سوى تقديمه على طبق من الذهب إلى إيران المصنفة من طرفه بأنه أحد أضلاع محور الشر...
تلتها مرحلة باراك أوباما ، صحيح ليست بسوء مرحلة السابقة ، لكنها مرحلة التردد و الانكماش بامتياز وهي مرحلة التي تشجع فيها "دب الشرق" من وضع قدميه بقوة في منطقة الشرق الأوسط وبالخصوص سوريا...
أما المرحلة الحالية المتمثلة في عُهدة الرئيس الحالي دونالد ترامب وشعاره "أمريكا أولا" ، فيمكن اعتبارها مقدمة الانهيار الإمبراطوري . لأن استمرار الإمبراطوريات لا يعرف "أولا" و لا حدود و لا بناء الجدران ، بمعنى الانغلاق ...
قلت الوصاية الروسية ، هذه الأخيرة استفادت بشكل منهجي من هذه الثغرات القاتلة وأصبح لها موضع قدم طوله من الشرق البعيد إلى الشرق الأوسط مستفيدة من الأزمة السورية وحاجة النظام إلى مساعدة رادعة بعد أن كان على وشك الانهيار .وهنا تقاطعت المصالح بين الطرفين روسيا للتوسع والنظام السوري للبقاء...
لا أحد ينكر حتى النظام السوري نفسه ، أن ترجيح الكفة كان الفضل فيه للتدخل الروسي العنيف وسلاح جو لا يرحم حجر و لا بشر مستعينا بالتجربة الشيشانية ...
لكن هذا "التدخل الاستيغاثي" ، ليس لوجه الله لأن روسيا ليست منظمة خيرية عالمية ترسل أساطيلها البحرية الجوية لإعادة النظام في منطقة مضطربة ثم تعود أدراجها انتظارا لاضطراب آخر قد يحصل في منطقة أخرى...
روسيا امتداد لإمبراطورية تفككت وهي في سباق مع الزمن لإعادة تركيبها وتكفير عن أخطاء ارتكبت بتخليها عن حليفها القومي الاستراتيجي المتمثل في النظام الصربي وحلفائها الآخرين آخرهم نظام صدام حسين ونظام معمر القذافي...
لذلك لا ينتظر أحد خروج روسيا من سوريا حتى ولو هدأت الأمور مائة في المائة وتمكن النظام من إعادة السيطرة التامة على مجريات الأمور...
والمتتبع للشأن السوري يُلاحظ كيف أن روسيا بدأت تتعامل مع الأمور كأنها الوصي الحقيقي على البلاد. وليست تلك المشاهد التي تقول المصادر الناقلة للخبر أنها لأفراد من الجيش السوري عُقبوا علنا من طرف الشرطة العسكرية الروسية لأنهم خلفوا قوانين النظام العام ، من المفروض أنها من صلاحيات الجهات المعنية للنظام ، إلا دليلا على صحة هذا المنحنى ...
أكثر من ذلك ، البلاغ الصادر من القيادة الروسية الكائنة في "قاعدة حميميم" ، يشير أنها بصدد فتح تحقيق للتأكد من صحة معلومات فيديو تظهر شخص قيادي في مليشيات موالية للنظام وهو يقدم فرسا حيا لأسدين يملكهما في مزرعته الخاصة، وفي حالة ثبوت ذلك القيادة الروسية ستقوم بإجراء عقابي ضد المعني، على حسب المصدر...
صحيح هو فعل مقزز ومُشين يستحق الردع لكن من السلطات المعنية و ليس من جهات خارجية مهمتها الأساسية مساعدة النظام وليست الوصي على النظام ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
04.06.2018
04.06.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق