الكثير يظن أن الشخص الذي يتم انتخابه من خلال عملية انتخابية جد معقدة هو الحاكم
الفعلي للولايات المتحدة وهو من يرسم وينفذ السياسات و بالخصوص الخارجية و العسكرية
، وهذا في الواقع بعيد جدا عن واقع حال...
صحيح للرئيس بعض من الصلاحيات يخولها له الدستور الأمريكي هذه الصلاحيات
تراها واسعة في الشكل لكنها ضيقة عندما يصل الأمر للمضمون...
وإذا أخذنا المثال على الرئيس
المنتهية ولايته ، باراك أوباما ، نجد كل
الوعود الذي قطعها على نفسه في حملته الانتخابية و التي بموجبها نال أصوات
الناخبين الأمريكيين ، كل تلك الوعود
تقريبا تبخرت أمام الكتل الصلبة التي تحدد من وراء الستار اتجاه البوصلة الأمريكية
وما على الرئيس إلا المسايرة إذا أراد أن مصيره لن يكون شبيها لسلفه جون كينيدي...
صحيح أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات و ليست أشخاص و الرئيس المنتخب هو
يشرف فقط على سير الحسن لهذه المؤسسات و منسق لها...
لكن صحيح أيضا أن أمريكا رائدة النظام الرأسمالي و الرأسمالية أسسها المال
ومن خلال المال يُولد الجاه و النفوذ وتُصبح القوة لمن يملك المال ...
ليتجمع هؤلاء أصحاب المال في كتل ليشكلون
بها "لوبيات" ( اللوبي) ، ضغط اقتصاديا و عسكريا و لهؤلاء هدف واحد لا غير
هو الحفاظ على ديمومة مصالحهم ودوران الاستمراري لعجلة مصانعهم بإيجاد أسواق مفتوحة
تلتهم بنهب فائض إنتاجهم ان كان مدني أو عسكري...
عسكري بخلق أزمات و حروب في مختلف بقاع المعمورة يتقاتل الآخرين فيما بينهم ليُباع لهم السلاح و
العتاد التي تنتجه شركاتهم ...
وشق مدني بإعادة بناء من خلال مؤسساتهم المتفرعة هنا و هناك ما دمرته تلك
النزاعات و الحروب المفتعلة ، بمعنى ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد...
خلاصة القول ، على الآخرين أن لا يهللوا كثيرا لمن يتم تعينه رئيسا
للولايات المتحدة ، إن كان ديمقراطيا أو جمهوريا ، لان قد يكون دوره مشابها لدور الصدر الأعظم في زمن السلاطين...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
10.11.2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق