شهدت يوم أمس مساءا عدة شوارع
لعواصم غربية مظاهرات عارمة لنساء من مختلف الطبقات و المستويات ضد دونالد ترامب ،
رئيس الولايات المتحدة الجديد، الذي نال الرقم القياسي في عدم الشعبية حتى قبل
تعليه عرش الإمبراطورية ...
وهذه تعتبر ظاهرة جديدة ، لأن الرؤساء يكون لهم رصيدا قويا من الشعبية عند تسلمهم زمام السلطة، ثم يبدأ ذلك الرصيد في التآكل
بسبب أن ليس كل الوعود الانتخابية قابلة للتنفيذ...
لكن مع حالة ترامب انعكس الأمر ، جلس على كرسي السلطة تحت صيحات النسوة و تعليقاتهم
الساخرة . وترامب محظوظ لأن هؤلاء "النسوة" لا يعرفن "الندب" وإلا
كانت الحالة أسوأ بكثير..
رئيس أول شيء فعله الإمضاء على مرسوم ضد الحماية الصحية ، بمعنى ضد الناس الغلابة من عمال و الموظفين
البسطاء الذين سيصبحون بدون تغطية طبية و عليهم الدفع بالكامل تلك التكاليف الطبية
الباهظة في نظام رأسمالي لا يعرف الرحمة ...
ماذا يضر الخزينة العمومية لإمبراطورية لها أرجل في الشرق و الآخر في الغرب
وتبذر أموالا كافية لردم بها محيطات العالم أن تخصص جزء منها للعناية الصحية لمواطنيها
بدل تبذيرها في نزوات الحروب شرقا و غربا...
قلت صيحات وتعليقات النساء ، ما شد
انتباهي لافتة كانت تحملها سيدة أمريكية تدعوا من خلالها ترامب أن "يصبح
راشدا"...
و هذه الدعوة لها دلالة عميقة جدا
كنت قد ذكرتها في موضوع سابق ألا و هي معادلة التي تنشأ من خلالها الإمبراطوريات و
تزول باختلال طرف من طرفي هذه المعادلة : (القوة تساوي الحكمة أو الرشد)...
و أي اختلال طرف من الطرفين سيكون الاضمحلال و الزوال وبدون أدنى شك هذا ما كانت تقصده تلك السيدة حاملة لتلك ألافتة
. وبدون أدنى شك أيضا أن طرف من معادلة التوازن الوجودي لإمبراطورية الأمريكية بدأ
في الاهتزاز...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
22.01.2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق