رأي في السياسة

آخر العناوين...

20‏/6‏/2010

" الطفل المدلل آكل الرؤوس" !






تشير تقارير إعلامية متطابقة أن هناك تحركات غير عادية للبوارج حربية عملاقة أمريكية وتأكد تلك المصادر أن في وسطها،على الأقل، بارجة عملاقة إسرائيلية اتجهت بالفعل نحو البحر الأحمر . وتضيف تلك الأنباء أن حركة الملاحة والغير ملاحة في منطقة عبورها تعطلت لبعض الوقت لترك المجال لذالك الأسطول الضخم من العبور بسهولة وآمان
لا يخفى على أحد تحريك مثل هكذا ترسانة ليس للنزهة صيفية على ضفاف البحر الأحمر أو لتمارين روتينية مبرمجة مسبقا. الهدف واضح وضوح الشمس في اعز أيام الصيف، ألا وهو تأديب دولة "مارقة" لها "نية" امتلاك أسلحة الردع .و بما أن لا يجوز لأي أحد امتلاك مثل هكذا نوع من الأسلحة في المنطقة إلا إسرائيل ولا أحد سوى الطفل المدلل لإمبراطورية العصر و التي لا ترفض له طلب حتى لو كان ذالك جد مكلف...
قد يتساءل الكثير من "سيأكل رأس" أمريكا. وقد يقول البعض يتطلب ذالك مكاتب دراسات إستراتيجية وخبراء من الوزن الثقيل ووقت طويل لتحديد ملامح ذالك "الغول" الذي سيلتهم رأس إمبراطورية صاحبة "الأرجل" في الغرب و"الأيادي" في الشرق .
رغم أن الأمر لا يتطلب كل ذالك المجهود الفكري و الاستراتيجي لتحديد ذالك . لأن من الذي سيأكل رأسها هو طفلها المدلل "إسرائيل" و لا أحد غير ذالك الطفل الأكثر دلال. كيف ذالك يتساءل البعض ؟
إسرائيل هذا الكيان المصطنع مصاب بالرعب وهو يدرك أن وجوده في المنطقة غير مضمون مهما طال الأمد أو قصر. ولذالك هو يتحسس من كل شيء و كل نسمة ريح يحسبها كارثة هوجاء ستعصف بوجوده، يورط في كل نوبة من هذه "النوبات" الأمنية " والده وولي نعمته" الذي لا يرفض له طلب.
هذا الطفل المشاكس من كثرة ذالك "الدلال" لا يبالي بالمغامرات مادام له مظلة بأنياب نووية ترعب الأصدقاء قبل الأعداء. فأجتاح لبنان تحت شعار أمن تل أبيب يمر عبر بيروت ، وإذ به يكتشف أنه أرتكب خطأ استراتيجي قاتل وان أمنه أصبح في يد منظمة عقائدية أجبرته على الهروب ليلا و بدون شروط مسبقة ...وبعدها خاضت معه معركة لولا التفوق الجوي الكاسح لكان "خراب" تل أبيب يمر عبر "حزب الله". و لم ينسى هذا الكيان توريط أمريكا في هذا الغزو، والكل يعرف ماذا حصل لدماء جنودها في تفجيرات مقارها في بيروت و كيف كان خروجها ليلا عبر البحار...
ثم من كثرة هذا الحس الأمني المفرط، تخلت وقضت على شريكها في عملية السلام "الشهيد أبو عمار، رغم أنه أمضى معها معاهدات سلام يخدم أمنها ووجودها. فاكتشفت بعد فوات الأوان أنها ارتكبت خطا استراتيجي أخر وأعطت فرصة لبزوغ نجم منظمة عقائدية أخرى ، لا تؤمن بالسلام "كخيار استراتيجي" . ورغم قلة إمكانيات هذه المنظمة إلا أنها "أكلت ضروسها" معها وأصبحت شوكة تؤلمها وخزا و آلما .
وجاءت ورطة العصر ، بتحريضها على غزو العراق تحت نفس الشعار "امن إسرائيل يمر عبر بغداد" ، وورطت حاميها وولي نعمتها في مستنقع قال عنه خبراء أمريكيون أنفسهم "أنها ورطة العصر". ووضعت هيبة أمريكا في الأوحال وأصبح لا يهمها سوى الخروج من تلك الأوحال بشيء من ماء الوجه.
و أصبحت كل الدلائل تشير أن بغداد ستكون إحدى الطرق التي تؤدي إلى زوال هذا الكيان ... وتنبهت بعد فوات الأوان أن نظام صدام حسين كان أضمن لأمنها من تفكيه وترك المجال لبزوغ "نجوم" منظمات عقائدية هدفها الأوحد الوحيد استرجاع ليس فقط القدس و إنما كل شبر من أرض فلسطين التاريخية. لأن ، رغم لا أحد ينكر عروبة صدام حسين ووطنيته الخالصتين وهو أيضا يريد استرجاع كل فلسطين ، لكنه كان أيضا لا يخاطر و يغامر بمستقبل واستمرارية نظامه ...
خلاصة القول، أن هذا الكيان سينطبق عليه تماما قصة ذالك الولد المدلل الذي كان يورط أباه يوميا في مشاجرات مع أولاد أهل الحارة، وفي كل مرة كان والده ينتفض لنصرته ، ظالما أو مظلوما. وفي إحدى الأيام تشاجر مع ابن جزار الحي ، فانتفض والده كعادته و عند وصوله إلى ذالك جزار حسبه "شاة" جاءته طالبة النحر و السلخ ، فغرس في بطنه "من الوريد إلى الوريد" سكينا اختصاصه "أكل رؤوس " حان قطافها...
  


ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص