رأي في السياسة

آخر العناوين...

24‏/11‏/2010

" تهديدات ملس زيناوي "





"مجموعة أهم الأحداث" :   نقلت  مصادر إعلامية عالمية عن  رئيس الوزراء الأثيوبي "ملس زيناوي" قوله   " إن مصر لا يمكنها أن تكسب حربا مع أثيوبيا على مياه نهر النيل" ، متهما مصر  بأنها  تدعم جماعات متمردة في محاولة لزعزعة امن واستقرار البلد.. .
كلام يفهم منه أن أثيوبيا ، الغارقة  في مشاكلها  الاقتصادية و الاجتماعية والتي لم تتمكن من فرض وجودها حتى في الصومال المفكك وفرض ( بضم الفاء)  عليها الهروب ليلا  رغم الدعم من الجهات التي وكلتها للقيام   بذالك ، بهذا الكلام يفهم منه أن أثيوبيا ستتمكن من خوض حرب من أجل مياه النيل و الانتصار على خصمها وليس هناك خصم إلا مصر.
والكل يعرف أن زيناوي ما كان ليقول مثل هكذا كلام ، أكبر منه بكثير ،  لولا الدعم و التحريض من جهات لها مصلحة   في   الضغط النفسي و الاقتصادي و الاجتماعي  على مصر وإضعافها إلى أدنى درجة ممكنة وضربها في الصميم وفي كل الأماكن التي تؤلمها بشدة وبطبيعة الحال النيل، ولا يتصور أحد مصر بدون النيل أو مصر بدون مياه النيل  ...
وتلك الجهات  معروفة  والمؤسف تربطها معها اتفاقية "سلام وحسن الجوار"  وتحصل منها على مزايا أمنية واقتصادية لا تقدر بثمن ولا يحلم بها أحد من "ضبط التهريب"  على  الحدود وإطلاق الرصاص الحي على كل من يريد القيام بذالك  ... إلى مزايا اقتصادية الشبه مجانية.
أو تشديد الخناق على أهل غزة  فوق الأرض و تحت الأرض ،  بحجة احترام الاتفاقيات المبرمة مع هذا الكيان الذي في حياته ما احترم اتفاقية وما أحسن إلى أي يد أحسنت إليه ...
ويرى الكثير في ذالك  "سياسة سوء التقدير"  وترك المجال الإفريقي ليلعب فيه الكيان الصهيوني كما يشاء ..هذا المجال الذي كان بالأمس القريب امتدادا للأمن القومي العربي عامة والمصري خاصة...
وما كانت لأثيوبيا أن تتجرأ وتضع نفسها ند لند أو أقوى من أكبر بلد عربي كان بالأمس القريب صاحب الفك و الربط في المنطقة والكل كان يركض الليل قبل النهار طلبا لرضا  وود مصر العتيقة ، لولا هذا سوء التقدير .
ومن جملة  ذالك السوء التقدير "القاتل"  ترك السودان ،  الامتداد الجغرافي و الاستراتيجي و التاريخي لمصر ،   لمصيره المحتوم ألا وهو التقسيم و التفتيت    ودعم كل من أراد ذالك أو على الأقل غض الطرف عن ذالك  ،  اختلاف في وجهات نظر  و"نكاية" بتوجهات  النظام السوداني.
أكثر من ذالك  الضغط عليه بافتعال  مشاكل حدودية كقضية "المثلث حلايب"...  و جعلها أولية تسبق تلك المخاطر التي يتعرض لها الأمن القومي المصري والسوداني  على مدى المنظور و الأخطر على المدى البعيد.
 قبل التفطن ، بعد فوات الأوان،   أن "السحر سينقلب على الساحر" وأن تقسيم السودان و انفصال جنوبه عن شماله  ستكون ضربة أخرى أكثر إيلاما  في ذالك الظهر المكشوف ، وأن "دولة جنوب السودان" المنتظرة بعد استفتاء على الاستقلال في شهر يناير المقبل ،  ستنظم  لتلك الكوكبة من الدول المنبع التي تطالب بإعادة صياغة اتفاقية  توزيع مياه النيل ، وبذالك تكون مصر خسرت السودان كامتداد الاستراتجي وخسرت  مياه النيل كمصدر وجود و بقاء ...
مقابل هذه التصريحات الخطيرة شكلا و مضمونا ،  تنقل  لنا مصادر إخبارية أخرى ( القدس العربي) عن حمى المهرجانات  لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة . وكل مرشح اختار طريقته المفضلة  للعبور بواسطتها إلى قبة  البرلمان ،  منه من أختار  الرقص بالحصان و الضرب على الدفوف...
والخوف كل الخوف عند انتهاء من هذه المهرجانات و"تصمت" الدفوف   تكون إثيوبيا ، ومن ورائها دول المنبع الأخرى ،  قد نفذت وعيدها ببناء المزيد من منشات الكهرومائية الضخمة على  هذا النهر ... والله يستر.  

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص