( الصورة : منقولة من موقع بي.بي.سي)
" مجموعة أهم الأحداث" : عبر التاريخ سقوط الإمبراطوريات مؤشره العجز المالي ، عندما تصبح تلك الإمبراطوريات غير قادرة على توفير احتياجاتها المالية نتيجة "نزوات" الحملات العسكرية و"شهية التمدد" أكبر من أن يستطيع حجمها الحقيقي استيعاب ذالك ، مما يؤدي إلى فقدان التوازن ويفقدها القوة ويصيبها العجز و الوهن قبل أن تلتهمها قوة أخرى في عفوان شبابها.
تماما مثلها مثل امرأة من كثرة تجاعيدها وأمراض الشيخوخة تصبح غير قادرة على توفير المال لمواكبة ارتفاع تكاليف عمليات التجميل واقتناء أدوية ومستحضرات لإخفاء تلك الأمراض و التجاعيد .
وهذا ما يحدث بالضبط لإمبراطوريات هذا العصر. وهناك إمبراطورتين لا ثالثة لهما ، واحدة غابت عنها الشمس فعلا ولم يبقى لها إلا الاستعداد للولوج في ظلمات الليالي الشتوية الطويلة وحليفتها غرب الأطلسي هي أخرى في طريقها لذالك حتى لو كان ذالك مازال مبكرا نسبيا...
الإمبراطورية الأولى هي بريطانيا العظمى ،التي لم تصبح كذالك، أعلنت حكومتها عن أكبر خفض في الميزانية منذ الربع الأول من القرن الماضي ،على الأقل. يقدر هذا الخفض بنحو 25 % أي ما يساوي 83 مليار جنيه إسترليني ( 130 مليار دولار) على مدى السنوات الأربع المقبلة.
مما يعني فقدان الكثير من الدوائر الحكومية ربع ميزانياتها وتوقع فقدان نحو نصف مليون وظيفة من وظائف القطاع العام. وكذالك يمس أيضا تقليص الإنفاق العسكري وبالطبيعة الحال البحث العلمي .
التقليص الإنفاق العسكري ، كما أوضح تفاصليه مؤخرا رئيس الحكومة البريطانية أمام مجلس العموم ، يمس عدد القوات البرية ، الجوية و البحرية ، إضافة إلى تقليص عدد القطع الحربية مثل الدبابات والمدفعية الثقيلة وإلغاء اقتناء طائرات من طراز "هارير" ...
ونقلت في هذا الخصوص عدة تقارير صحفية أن تخفيض نفقات وزارة الدفاع ستعني عمليا أن القوات البريطانية لن تستطيع القيام بعمليات عسكرية بحجم المجهود الحربي الذي تقوم به في حربي العراق وأفغانستان.
أكثر من ذالك عليها الاستعانة بحلفائها للدفاع عن جزر " الفوكلاند " ، على سبيل المثال ، المتنازع عليها مع الأرجنتين والتي خاضت من أجلها حربا كانت في صالح بريطانيا ، لكن التقديرات تشير أن ذالك لن يحصل مستقبلا إذا ما اندلعت حرب أخرى ، كما تقدر تلك التقارير .
ويقول كبار خبراء الاقتصاد الدوليين أن بريطانيا لن تكون أحسن حال من دول أخرى مثل اليونان و اسبانيا و مشاكلهما مع المديونية. ومن السلبيات العجز في الميزانيات عدم تمكن من الإنفاق مما يسبب ركود اقتصادي.
والأخطر من كل هذا تقليص في ميدان البحث العلمي ، ويرى العلماء البريطانيون في هذه الخطوة "كارثة حقيقة" ويعتبرها البعض الأخر "رصاصة رحمة" على مستقبل هذا البلد ...بل البعض من هؤلاء العلماء هددوا إلى الهجرة خارج بريطانيا إذا نفذت الحكومة مخططها في تقليص الإنفاق و تطوير البحوث العلمية ...
* ( بعض الإحصائيات والأرقام اقتبست من موقع "بي.بي.سي")
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق