رأي في السياسة

آخر العناوين...

31‏/1‏/2017

ترامب في يديه "مفاتيح غلق أبواب البيت الأبيض"...

في موضع سابق ، تطرقت من خلال وجهة نظري ، وعرفت على حسب مفهومي كيف تنشأ الإمبراطوريات و أسباب زوالها...
قلت ، الإمبراطوريات خاضعة رياضيا لمعادلة بسيطة ذات طرفين متساوين من الدرجة الأولى ، بمعنى فهمها وحلها ليس بالأمر الصعب...
المعادلة ، بمعنى اللغوي تعادل طرف للطرف المقابل وعندما يختل أحد الطرفين تختل المعادلة وتصبح متراجحة و ليست معادلة...
نفس الشيء للإمبراطوريات، إذا اختل طرف من طرفي وجودها ، وهما : القوة تساوي الحكمة ، يعني الاندثار و الزوال...
 وهذا نفس الشيء مما هو حاصل  للإمبراطورية "العم سام". بوصول ترامب ومن قبله جورج بوش الابن ، بدأ طرف الحكمة في الاهتزاز...
زوال الإمبراطورية يبدأ في الانكماش والانغلاق ببناء  الأسوار والجدران  والقرارات العشوائية والغير حكيمة. في الحقيقة الاختلال ، كما ذكرته سابقا و أيضا آنفا ، بدا من حقبة جورج بوش وطاقم فريقه من المحافظين الجدد على وزن رامسفيد و أصدقاءه الأكثر تشددا منه ، لا داعي لذكرهم...
هذه الحقبة (حقبة جورج بوش) ، ضيعت الإمبراطورية الأمريكية جهدا ضخما من اعتبارها المادي و المعنوي. المادي بتبذير جهدها هنا وهناك كمحاربة "الإرهاب"  في جبال و صحاري تبعد عنها الالف الأميال   في وقت كانت هناك إمبراطوريات ناشئة مثل الصين ، تعمل في صمت اقتصاديا و عسكريا لغد تراه قريبا لتتربع على كرسي عرش العالم...
ومعنوي ، سياسة جورج بوش المبنية على التعصب و القرارات "الصبيانية" أفقدت الولايات هيبتها وأصبح لا أحد يعيرها أدنى اهتمام خصوصا بعد عملية غزو العراق الذي عرى " أسد بلا أنياب"...
جيش لإمبراطورية قوته الضاربة تفشل في اقتحام مدينة على وزن الفلوجة ،  إلا بعد استعمال الأسلحة الغير تقليدية وجورج بوش الابن ، رغم وجود أكثر من 130 ألف جندي أمريكي  على  كل شبر من التراب العراقي ،  يخشى زيارة بغداد علنا إلا في دجى الليالي الظالمة ومن المطار إلا المطار بلا أضواء...
وإذا أرادنا التحقق التطبيقي من المعادلة المذكورة ، (القوة تساوي الحكمة)،  علينا  العودة قليلا إلى الوراء ما حصل لإمبراطورية "الرايخ الثالث" ...
 إمبراطورية كان من المفروض أن تعمر ألف سنة على الأقل ، فلم تعمر إلا بضع سنوات وزوال ألمانيا نفسها من خارطة العالم ولم تسترجع أنفاسها إلا حديثا. و السبب اختلال طرف المعادلة المتمثل في الحكمة...
في الحقيقة ، كل يوم وأنا أتابع في أخبار  الساكن الجديد لبيت الأبيض ، مركز وعصب وجود الإمبراطورية  ،  ازداد يقينا أن هذا الساكن الجديد هو من يغلق الأبواب( البيت الأبيض) ، بل أكاد أرى عن بعد في يديه تلك المفاتيح...
 إلا إذا انتبه صاحب البيت  المتمثل في الشعب الأمريكي وفسخ عقد الاستئجار واستبداله بمستأجر اخر يحافظ على وجود البيت و بالتالي إمبراطوريته من الزوال و الضياع  ...





بلقسام حمدان العربي الإدريسي
31.01.2017  

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص