المكسيك ، يستحق بالكمال و التمام إطلاق عليه عبارة "مسكين" و
يستحقها بامتياز . شاء قدره أن يكون جارا لعملاق مفتون العضلات في كل الميادين ،
الاقتصادية ، العسكرية ...
و ينطبق عليه (المكسيك) ، المقولة العامية ( لا يستطيع الضرب أو الهرب).
بمعنى الفرد عندما يقع بين أيادي شخص قوي ،
أو عصابة سلب و نهب ، لا يستطيع الدفاع عن
نفسه وفي نفس الوقت لا يستطيع الهروب من مخالبه أو قبضتهم ...
والمكسيك يعتبر الحلقة الضعيفة في المنطقة ، مثله مثل نجم ضعيف يدور في فلك
ضخم . هو من حيث الاقتصادية يستحق الشفقة و المكسيكيين حلمهم الوحيد من سن الرشد إلى
سن اليأس يتطلعون إلى اجتياز تلك الحدود الطويلة التي تفصلهم عن
"النعيم" ...
نعيم يستحق كل المخاطر من اجتياز مناطق صحراوية شاقة و خطرة من حيوانات
مفترسة أخطرها شتى أنواع الأفاعي و الثعابين و العقارب السامة القاتلة ...
إلى عصابات قطاع الطرق و عصابات تهريب المخدرات و شتى أنواع الممنوعات ومن
يقع بين أياديهم أما أن يُسلب أو يُقتل.مع ذلك الفرد المكسيكي يخاطر بكل ذلك من
اجل اجتياز الحدود و الوصول إلى فردوس "عام سام"...
حتى ولو لم تكون فيما بعد كما
كانوا يتصورونها إلا أنها أحسن بكثير من حالهم في بلدهم حيث البطالة ضاربة أطنابها
و ظروف معيشية في الحضيض لأغلب الناس...
قبل وصول ترامب ، كان هناك منع وكل من يجتاز الحدود بشكل غير قانوني فهو من
وجهة نظر القانون الأمريكي يعتبر "مهاجر غير شرعي". لكن هناك "غض الطرف" من طرف السلطات
المعنية...
ليس حبا في المهاجرين ، لكن تلك الأيادي المهاجرة ترضي كثيرا أرباب العمل
في الولايات المتحدة المتحكمين في عجلة الاقتصاد الأمريكي ...
وهؤلاء المهاجرون يعتبرون "
عمالة رخيصة" ، بالخصوص في الميدان الزراعي و يتم استغلالها في أبشع الصور من
حيث مدة العمل و الآجر. حيث المهاجر يعمل بدون أن يرفع رأسه ، لأنه يعرف رفع رأسه يعني العودة من حيث آتى و
قطع تلك الحدود إيابا...
قلت قبل ترامب ، لكن الوضع تغير جذريا مع وصول "متعجرف" إلى بيت الأبيض
و أصبح هو الجار الرسمي للمكسيكيين حيث أول ما فكر فيه الجار الجديد "بناء
الجدار" ...
الأدهى من كل ذلك ، يشترط على
المكسيك المساهمة في بناء الجدار . تماما كالجار الذي يريد بناء جدار على ممتلكاته
المترامية الأطراف مع جيرانه و يشترط عليهم المشاركة في بناءها ، يُعتبر ذلك "قمة التعجرف"...
ويلمح ترامب ، إذا رفض الجانب المكسيكي المساهمة في بناء الجدار سيجبره على
دفعها رغما عنه بفرض رسوم ضريبية و جمركية على المبادلات التجارية بين البلدين . مما
يعني مزيد زيادة الخنق على وضع اقتصادي محتضر ...
المكسيك ليس في يده أي ورقة ضغط يمكن
أن يستعملها مع "جاره الجديد" ،
كما تم ذكره آنفا ، يعتبر الحلقة الضعيفة في سلسلة أو نجم ضعيف في فلك ضخم...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
29.01.2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق