تحت هذا العنوان يكتب ديفيد آرونوفيتش بلهجته اللاذعة المعتادة في التايمز ليتحدث عن "جنون 'اخرجوا القوات من العراق!'" فيقول إن بعض نواب العمال وكافة مذيعي بي بي سي تقريبا وكافة من سمعهم ممن تمت استضافتهم للحديث مؤخرا تحدثوا عن موضوع أوحد، إذ أثارتهم نشوة احتمال أن يتبنى رئيس الوزراء الجديد جوردن براون "توجها جديدا نبيلا" نحو الأمريكيين.
ويقول آرونوفيتش إن المقصود من هذا التوجه هو أن ينأى بنفسه عنهم، بلا شك! ويقول إن "تلك الريح الدافئة امتزجت بعاصفة هبت عبر الأطلنطي، حيث بدا أن الأمريكيين أنفسهم ينأون بأنفسهم عن أنفسهم"، ويصف ذلك بأن الحلم المشترك في كل مكان بدا أنه "خيالات الانسحاب.
ويستعرض الكاتب مجموعة من التصريحات التي وردت مؤخرا عن تمايز المسار البريطاني عن أمريكا، والتي تم التقليل من شأنها لاحقا، كما يشير إلى مقال بارز في نيويورك تايمز بتاريخ 8 يوليو/تموز تحت عنوان "طريق العودة للوطن.
ويقول إن المقال، الذي يبدو أنه يمهد لأرضية انسحاب أمريكي من العراق، "يعبر عن جبن أخلاقي" أكثر منه تعبير صادق عن الواقع - فيقول إن المقال ذكر ضرورة تحمل الكويت والسعودية عبء اللاجئين، وتحمل بلدان أوروبا وآسيا قسطا من العون، وعمل واشنطن على إصلاح علاقاتها مع حلفائها.. ولم يذكر كلمة واحدة، ولا كلمة واحدة عما يريد العراقيون أنفسهم من الولايات المتحدة فعله.
ويقول إن مطالبات سياسيين عراقيين، وزعماء محليين في الأنبار، فضلا عن الأكراد وجماعات كثيرة أخرى للأمريكيين بالبقاء في الوقت الراهن - لم يتم الإشارة إليها. ويضيف أن هذه هي "الأحادية الحقيقية" قاصدا أحادية الانسحاب من جانب الذين انتقدوا الولايات المتحدة لـ"أحادية" سياستها تجاه العراق.
فالتحرك نحو الانسحاب بتجاهل تام لرغبات العراقيين أنفسهم هو عين الأحادية في التصرف، ومن ثم التناقض بين من ينتقدون التحالف لأنه دخل العراق "بشكل أحادي" ويطالبونه بسرعة الخروج منه، وفي هذا لا يعيرون اهتماما إذا كان هذا الانسحاب نفسه "أحاديا
ويخلص بالقول، مشيرا إلى ظلال الحرب الأهلية في العراق، "ليرحمنا الله، وليرحم العراقيين، من خيالات أحادية- سياسية-جديدة.
التايمز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق