رأي في السياسة

آخر العناوين...

25‏/3‏/2008

"مقاتلو الغرين كارد"

"مقاتلو الغرين كارد".. بعضهم حصل على الجنسية والآخر ينتظر



كاليفورنيا، الولايات المتحدة 25.03.2008-(CNN)-- يقدر عدد الملتحقين بالقوات الأمريكية "من غير الأمريكيين" بحوالي 20 ألف عنصر، وتشير التقدير إلى أن 37 ألفاً من عناصر الجيش من غير الأمريكيين حصلوا على الجنسية الأمريكية منذ عام 2001، وأن 7300 آخرين ينتظرون الحصول على الجنسية.
ينقشع وجه الجندي في مشاة البحرية الأمريكية "مارينز" ماريو راموس فيلاتا عن ابتسامة عريضة من تحت طاقية التمويه التي يرتديها، فيما يتحدث عن الدولة التي يحبها وسبب التحاقه بقوات المارينز.
لقد توجه ماريو إلى العراق ضمن قوات المارينز مرتين، ونجا من هجوم تعرضت له مركبته العسكرية "همفي" في أكتوبر/تشرين الأول عام 2005، وهو يستعد الآن للتوجه إلى أفغانستان.
الغريب في الأمر، أنه ليس أمريكياً، بل من مواطني دولة السلفادور في أمريكا اللاتينية، ولكنه التحق بالقوات المسلحة الأمريكية. يقول ماريو، البالغ من العمر 22 عامأً: "الكثير من الأوراق التي وصلتني تقول 'أنت أمريكي رائع'، رغم أنني لست مواطناً أمريكياً حتى الآن، لكنني مازلت أحارب من أجلها."
ويضيف ماريو: "في بعض الأحيان، أشعر بالإحباط بشأن عدم حصولي على الجنسية الأمريكية والتوجه إلى الولايات المتحدة." وماريو ليس وحيداً في هذا الأمر، فهو واحد من ما يقارب 20500 شخص يندرجون تحت مسمى "مقاتلو البطاقة الخضراء" أو "غرين كارد وريور"، الذين يخدمون في القوات المسلحة الأمريكية.
وفي الواقع، فإن أول جندي أمريكي سقط في الحرب على العراق في الحادي والعشرين من مارس/آذار عام 2003 هو عنصر المارينز خوسيه غوتيريز، وهو مواطن من غواتيمالا وصل إلى الأراضي الأمريكية عندما كان في الرابعة عشرة من عمره.
وأوضح ماريو أن يشعر بالفخر لأن غوتيريز من المهاجرين مثله. وقال: "يكشف هذا الأمر أنه رغم أن غوتيريز لم يكن أمريكيا، فقد وقف إلى جانبنا وتوجه إلى هناك (العراق) وقتل هناك لذلك السبب."
ويقول قائد الكتيبة الثانية، الملازم بنجامين بريوستر إن ماريو يكرس نفسه من أجل المارينز، وأنه وضع حياته على المحك من أجل قادته ومن أجل أمريكا، مشيراً إلى أن هذه التضحيات يجب ألا تذهب هباء دون أن تلاحظها الحكومة الأمريكية. ويضيف قائلاً: "إنه يفهم الحريات التي يتمتع بها في هذه البلاد، ويمكنني القول إن الكثيرين من الأمريكيين لا يفهمون ذلك."
وقد حاولت الولايات المتحدة أن تسهّل على الأجانب الخدمة في القوات المسلحة لكي يصبحوا مواطنين أمريكيين، فقد وقع الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، على قانون يسمح للملتحقين بالقوات المسلحة من غير الأمريكيين وقاتلوا بشجاعة في الحرب بعد ذلك التاريخ "أن يتقدموا للحصول على الجنسية الأمريكية فوراً"، وفقاً لوزارة الدفاع الأمريكية.
وتشير التقديرات أن قرابة 37 ألف جندي غير الأمريكيين حصلوا على الجنسية منذ بدء الحرب على الإرهاب في أكتوبر/تشرين الأول 2001، منهم 109 بعد مقتلهم مباشرة، بحسب ما ذكرت وكالة التجنيس والهجرة الأمريكية المقربة من البنتاغون.
وتقول المتحدثة باسم الوكالة، كريس راتيغان إن 7300 جندي غير أمريكي ما زالوا ينتظرون الحصول على الجنسية، مشيرة إلى أن الإجراءات تستغرق ما بين 7 إلى 10 شهور. وبالنسبة لماريو فإن توجهه للخدمة مرتين في العراق، واستعداده للتوجه إلى أفغانستان يشكل عائقاً أمام الانتهاء من إجراءات حصوله على الجنسية.
وكان ماريو، وأفراد عائلته، قد فروا من السلفادور عام 1989 خشية على حياتهم أثناء الحرب الأهلية هناك، ولكنه عاد إلى موطنه الأصلي مع أمه، بينما بقي والده في كاليفورنيا للعمل فيها، ثم عاد إلى جنوبي كاليفورنيا وحصل على البطاقة الخضراء "غرين كارد" عندما كان في الثالثة عشرة من عمره.
وكانت واشنطن مؤخراً قد شرعت في حملة لتعزيز قواتها المسلحة بعدد من الناطقين باللغة العربية، وذلك مع تزايد "مهمات" جيوشها في المنطقة، وخاصة في العراق، حيث تشتد الحاجة إلى وجود عناصر من أصول عربية للتفاهم مع السكان وبناء الثقة.
وتشير التقارير إلى أن الجيش الأمريكي ينشط بصورة كبيرة حالياً في مدينة ديترويت ومحيطها، حيث يقطن أكثر من 300 ألف عربي لتجنيد أكبر عدد منهم في صفوف وحداته، إلا أن مواقف السكان تتباين حول ذلك، إذ يرحب البعض بالتطوع في الجيش - وإن سراً- للتغلب على المصاعب الاقتصادية.
بينما يرفض آخرون بصورة قاطعة، قائلين إن ارتداء زي الجيش الأمريكي سيجعلهم محل انتقاد واسع من قبل المحيطين بهم، وسيتهمون مباشرة بأنهم "خونة" يقتلون "أبناء جلدتهم" في العراق.

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص