" بالتأكيد اللقاء القادم لا يكون بهذا الشكل"
الجنرال "ستانلي ماكريستال" قائد القوات الأمريكية وقوات الحلفاء الموجودة في أفغانستان مدعو لزيارة البيت البيض في واشنطن ، هذه المرة ليس للاستماع إلى خططه الحربية و أفكاره التكتيكية و الإستراتيجية في كيفية السيطرة على الوضع في أفغانستان و القضاء على حركة طالبان التي نجمها يزداد بريقا و نيرانها في طريقها للإطاحة برؤوس من بينها رأس " ماكريستال " نفسه.
هذا الأخير عليه المرور بالبنتاغون أولا للاستماع وتذكيره بأنه ما هو إلا عسكري مرسل في مهمة محددة و تنفيذ الأوامر و ليس التحدث إلى الوسائل الإعلام و نشر على حبائلها غسيل "الألبسة الداخلية" . وتذكيره بان لسياسة لاعبيها يتقنون فنون وقواعد نشر ذالك الغسيل.
وثم سيحدد له موعدا لمقابلة الرئيس في البيت الأبيض. و عليه الانتظار طويلا في قاعة الانتظار ، ليس لأن الرئيس جد مشغول ، لكن لتذكيره معنويا بأن القائد الأعلى يستقبل "مرؤوسيه" في الوقت الذي يشاء وأن مصيره و مستقبله المهني في يد ذالك القائد الأعلى .
وليس مستبعدا عند الانتهاء من اللقاء و عند خروجه من مكتب الرئيس يطلب منه السكرتير أن عليه المرور بمكتب الضباط بالبنتاغون ليجد قرار إحالته على التقاعد ممضي ... وأكبر خدمة تقدم للجنرال مطالبته "همسا" بتقديم استقالته تجنبا لحرج الإقالة.
وهناك من يدعو ، من بينهم أعضاء في مجلس النواب الأمريكي، لإقالته وعدم إعطائه شرف الاستقالة. وقال البعض إن صح ما قاله ذالك الجنرال المغضوب عليه ، فنصف ذالك الكلام يجعله لا يصلح لذالك المنصب الذي هو فيه . رغم اعتذاره فيما بعد عن تصريحاته لإحدى المجلات ، واصفا فيها أحد المسؤولين الكبار في إدارة الرئيس "باراك أوباما " بـ "المهرج" و الآخر بـ "الحيوان الجريح"...ومقللا من شأن مسؤولين آخرين.
كل ذالك ما كان ليحصل لولا نيران حركة طالبان التي تزداد اشتعالا و التهابا "خلبطت" الأمور على رؤوس مخططي استراتيجيات القضاء عليها.
وأصبحت تطيح برؤوس أصحاب تلك الاستراتجيات التي لم تؤتي آكلها و ثمارها رغم تسعة سنوات من الخطط و المواجهة بين حركة إمكانيتها محدودة و محدودة جدا ، إلا الإيمان بعدالة قضيتها ، و بين ترسانات المتمثلة في تحالف أقوى الجيوش العالم على رؤوسها "أمخاخ" لجنرالات وقادة نخبة آخر ما توصلت إليه العبقرية العسكرية الحديثة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق