رأي في السياسة

آخر العناوين...

30‏/8‏/2018

المالكي في المشهد العراقي من جديد...



العراق هو الآن في مرحلة سباق بين الأجنحة المؤثرة في المشهد لتشكيل بما أصبح يُعرف ، بعد كل عملية انتخابية ، "الكتلة الأكبر" لتشكيل الحكومة المقبلة...
لكن الملفت للنظر هو السعي الحثيث للمالكي ، الذي يقود بما يُعرف بدولة القانون ، لتشكيل كتلة تُمكنه من العودة إلى كرسي السلطة التنفيذية...
 وبذلك يسترجع سلطته التي فقدها رغما عنه في وقت سابق ، بعد حوالي ثمانية سنوات قضاها  في منصب رئيس مجلس  الوزراء ، عرف العراق خلال هذه الفترة تطورات درامية ...
في عهده زادت عمليات القتل والتعذيب و التهجير الطائفي . في عهده أيضا  تفشى أكثر الفساد وانهيار الجيش العرقي  وسقوط مدينة الموصل بتلك السهولة و البساطة في أيادي بما يُعرف بالدولة الإسلامية ، حتى هناك من أشار أن هذا السقوط كان مقصودا و ليس عفويا ...
وهناك تقرير رسمي استغرق إعداده عدة  أشهر كاملة ، سُلم للبرلمان العراقي  ، حمل رسميا نوري المالكي و مسؤولين آخرين المسؤولية الكاملة سقوط مدينة الموصل في يد التنظيم...
 ونوري المالكي هو من  وقع حكم الإعدام في حق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين صبيحة يوم عيد الأضحى ،  الذي كان أسيرا  لدى  الاحتلال الأمريكي...
رغم أن الدستور العراقي  الذي وُضع بعد عملية الغزو و الاحتلال ، ينص أن المصادقة على أحكام الإعدام من صلاحية رئيس الجمهورية ، المنصب الشرفي الذي كان يتولاه في ذلك الوقت الراحل جلال طالباني ، الذي رفض التوقيع على حكم لأسباب مبدئية...
نوري المالكي الذي بقى في ظل مدة أربعة سنوات ، يبدو أنه أكثر تصميما  على تشكيل الحكومة المقبلة  بأي ثمن ليعوض الأربعة السنوات الذي قضاها في ذلك الظل...
الرجل الذي كان يلعب على الوتر الطائفي مقصيا كل من هو خارج طائفته عاد مستنجدا بالأكراد الذي همشهم في الماضي مثلهم مثل العرب السنة . وهو بصدد  التفاوض معهم لتشكيل الكتلة الأكبر...
وشروط قبول الأكراد مبدأ التفاوض ليست مخفية و لا يُمكنهم بأي من الأحوال التنازل عنها وأهم هذه الشروط المناطق التي يُطلق عليها "المتنازع عليها" و على رأسها مدينة "كركوك"...
وبدون أدنى شك المالكي سيرضخ لهذا الشرط من أجل قطع الطريق على خصومه و الإسراع في تشكيل الكتلة الأكبر التي تُمكنه من استرجاع كرسي رئاسة مجلس الوزراء وبالتالي استرجاع "الكنز المفقود"...
بالمختصر المفيد ، وصول نوري المالكي مرة أخرى إلى سلطة القرار  في هذا الظرف بالذات الذي يمر به العراق يعتبر انتكاسة مروعة لمستقبل هذا البلد الجريح .  وهذا لا يعني أن وصول الآخرين سيكون الحال أحسن وأفضل ، لكن المفاضلة تكون بين سيء و الأسوأ...




بلقسام حمدان العربي الإدريسي
30.082018       

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص