رأي في السياسة

آخر العناوين...

16‏/1‏/2011

بن علي محظوظ !

Zine El-Abidine Ben Ali à Tunis, en juillet.




"مجموعة أهم الأحداث": ما زالت  ارتدادات  الزلزال العنيف ،  " لم يستطيع أي مقياس معتمد في الوقت الحالي معرفة قوته الحقيقة " ،  الذي هز عرش  حاكم تونس وشريكه في الحكم حاكم "قرطاج "  .
هناك من منبسط  (وهي الأغلبية الساحقة) من قوة  ذالك الزلزال وتتمنى لو كان أكثر قوة من ذالك بكثير ليجرف كل بقايا كابوس جثم على صدور أهل تونس الكرام عقود من الزمن وجعل أعزة أهلها أذلاء .
 العزيز الكريم  ينتحر حرقا  غبنا وحرمانا ...  والذليل أصبح له شأن ، يصفع الشرفاء  أعزاء النفس على وجوههم في الأسواق وخارج الأسواق  وتعذيبهم في أقبية الظلم و الظلام   ،  وتجويعهم  في بطونهم وجعل أحلامهم كوابيس تطاردهم في منامهم و في يقظتهم  .
وهناك من يتمنى لو أن طوفانا مضروب في نفسه يعقب ذالك الزلزال  المدمر ليجرف إلى أعماق الوديان و البحار كل اثار ذالك الكابوس المظلم الذي جثم على صدور أهل تونس ،  أهل العزة و الكرم  خريجي "الزيتونة" وأحفاد ابو القاسم الشابي الذي مازال يهز عروش الظلم و الطغيان و عظامه رميم  .
كلمات يخشى منها  الظلم ويهاب  الظلام تنحني لها  قمم الجبال وتدعو إلحاحا وتذللا بعدم الصعود إليها  لأن الجبال نفسها ستنحني تحت الأقدام  . وأيادي ترتجف منها  الأغلال رجفا والقدر نفسه ينحني و يستجيب...
كابوس أراد ومنذ عقود نزع عن هذا الشعب الكريم الأصيل كل ما يربطه بأصله و ماضيه وتقاليده ،   انبهارا بما يجري في مدينة "الأنوار" ...  باسم "التقدم" و "الانفتاح"  تدخل في خصوصيات الناس و حريتهم الشخصية ، كأن هذا الشعب لا يملك حضارة كانت أنوارها ومازالت تدرس في المعاهد و المدارس...
رغم ذالك يرى الكثير من المحللين و المتتبعين لزلزال العصر أن  بن علي ، ذو الحس الأمني المفرط  ، محظوظ  لأنه تمكن من ضبط ساعته بدقة وعدم تضييع أي جزء من الثانية لان ذالك كان يعني أن التاريخ سيعيد نفسه ،  وربما يكون يطالع باستمرار نهاية صديقه  الروماني الذي خانه الحظ  ووقع بين أيادي القدر.
 وأيضا يرون هؤلاء المتتبعين أن بن علي محظوظ  لأن طائرته  وجدت  من "يحن"  لحالها قبل نفاذ وقودها وتسقط في أعماق البحار . بعد أن أطفأت  مدينة "الأنوار" ، الذي كان منبهرا بأضوائها ،  أنوارها  في وجه طائرته...    

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص