رأي في السياسة

آخر العناوين...

16‏/1‏/2011

الثورة "البوعزيزية"



"مجموعة أهم الأحداث" : كما تم تناول في عدة مواضيع سابقة  عن التواريخ وكيف ترتسم في ذاكرة الناس كالنقش على الحجر  بأحداثها و ليس بأرقامها  . وتم ذكر عدة أمثلة ،من بينها مثلا :  إذا ذكرك إنسان بسنة 568 و 569 ميلادية، في أغلب الأحيان ،إن لم يكن قطعيا ،لا يعني للمستمع شيئا...
أما إذا قيل  عام الفيل ،  ( كما هو معروف يعتقد الكثير من  الباحثين أن عام الفيل كان بين هذين السنتين ) ، في الحال الذاكرة تتذكر حادثة  "أبرهة الحبشي"  أو  "أبرهة الأشرم"  ومحاولته  تدمير الكعبة المكرمة ، وكيف كان مصير أصحاب الفيل وقائدهم "أبرهة الأشرم"...
أيضا لو ذكرك شخصا بتاريخ السادس أكتوبر  1981 بالطبع قد لا يعني للكثير   شيئا ،أما إذا قال "عام المنصة"  ففي الحين الإنسان يستذكر حادثة اغتيال الرئيس المصري السابق في  العرض العسكري أثناء إحياء  ذكرى حرب أكتوبر و عملية العبور الشهيرة بعد تدمير خط بارليف الحصين  عام 1973 ...
الأجيال القادمة قد لا يعني لها شيئا سنة 2011 ميلادية ، أما إذا سمعت سنة "الثورة البوعزيزية" ففي الحال تتذكر "الشهيد البوعزيزي" ، الذي ولع في نفسه نارا وإذ بشظايا تلك النار تخرج عن السيطرة وتطيح  بمالكي  "قصر قرطاج" ،    ولم ينفهم لا حصون ولا سمك جدران  قصورهم ولا بطش "رجال مطافهم" من تلك الشظايا النارية ومن  المصير المحتوم  ... 
وخوفا من تلك الشظايا "البوعزيزية"  ،سمعت (بضم السين) صفارات الإنذارات في عدة قصور على شاكلة قصر "صديقنا الراحل" ، وأعلنت حالة  استنفار و طوارئ قصوى   وشكلت خلايا أزمة في كيفية التعامل  مع تلك النيران قبل فوات الأوان وتتخطى الحدود  ولا تنفع معها بعد ذالك لا خراطيم المياه و لا الرصاص الحي أو غير الحي  في صد لهيبها.   
وكان مقال صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية الصادرة اليوم ، 16.01.2011، أكثر تعبيرا في هذا الموضوع ، عندما توصلت إلى استنتاج  مفاده أن سقوط الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي هو مثال على "تحولات الأحداث التي كانت غير مُتوقعة على نطاق واسع، وذلك إلى حد بات معه إطلاق التسميات السريعة بعد فوات الأوان أمرا لا مفر منه...
وتضيف: "على الحكومات الأخرى  ، والتي بالكاد تكون شعوبها أقل كبتا من شعب تونس، أن تلتفت من حولها بحذر و خوف".
وتذكر الصحيفة  كيف كان بن علي، خلال السنوات الـ 23 الماضية التي أمضاها في حكم تونس، "الرجل الموثوق به" لدى العديد من الدول الغربية، وذلك رغم معاناة  التونسيين  على يديه من "قمع وظلم وحرمان، بينما كان أفراد أسرته وأقرباؤه يعيثون فسادا في البلاد ويجمعون الثروات الطائل على حساب شعبهم" .
وتقول الصحيفة إن "الأنظمة السلطوية على شاكلة بن علي  هي بشكل عام هشة، ولم يكن بن علي يشكل استثناء في هذا المجال"...

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص