( الصورة : Reuters)
"مجموعة أهم الأحداث" : نقلت وكالة وريترز عن مسؤولين فرنسيين أن فرنسا لم تتلقى أي طلب من الرئيس التونسي المخلوع للجوء إليها ، ويضيف هؤلاء المسؤولون "حتى لو طلب بن علي ذالك لتم رفضه" .
وهناك من يقول أن تخلي فرنسا عن حاكم تونس سابقا جاء تحت الضغط الشديد من اجل الكف عن التأييد "الأعمى" لبعض المسؤولين الأجانب على شاكلة بن علي.
عندما زار الرئيس الفرنسي ، نيكولاس ساركوزي ، تونس في شهر ابريل 2008 ، تحاشى التعبير عن قلق على وضعية حقوق الإنسان في هذا البلد ورأى في "مكافحة الارهاب" بقيادة بن علي حصنا ضد ظهور نظام على شاكلة "طالبان" في شمال إفريقيا.
وكان الرئيس الفرنسي السابق ،جاك شيراك ،يعتبر دائما أن تونس متقدمة بأشواط كبيرة على الكثير من البلدان الأخرى. وعندما انطلقت شرارة "البوعزيزي" لأول مرة ضد البطالة و الفقر و تجاوزات الأمنية و الغير أمنية ، في منتصف الشهر الأخير من العام المنصرف، السلطات الفرنسية التزمت الصمت ولم تولي أي اهتمام بما يحصل حتى آخر ساعات من حكم بن علي وسقوطه المدوي له .
محللون و دبلوماسيون يعتقدون أن باريس كانت بطيئة الفهم في تأييدها لنظام تجاوزه الزمن وانتهت "مدة صلاحيته" . ولم يتم ترجمة بشكل صحيح من طرفها (السلطات الفرنسية) حجم هذه الانتفاضة الشعبية . وبذالك ارتكبت فرنسا خطا فادحا في استمرارها تأييد نظام يحتضر .
هؤلاء المحللون و الدبلوماسيون يشاركوهم الرأي كبار الخبراء الاستراتجيين ، من بينهم قائد أركان الجيوش الفرنسية السابق ، والذي عمل أيضا سفيرا لبلده لدى تونس في التسعينات.
لذالك باريس يبدو أنها فهمت الدرس مؤخرا وركبت الموجة في آخر مطافها مطالبة بانتخابات "حرة و نزيهة" ولجأت إلى تجميد أرصدة لحسابات مشبوهة لأعوان النظام المنهار .
وصرحت علنا و رسميا ( فرنسا) أن هؤلاء الأعوان الموجودين على التراب الفرنسي غير مرحب بهم ،بل أكثر من ذالك تقول السلطات الفرنسية أنه سيطلب منهم الرحيل كليا عن فرنسا.
ومن قبل الرئيس الفرنسي تدخل شخصيا لعدم نزول طائرة رأس النظام وأقفل في وجه طائرته كل المطارات الفرنسية و تركها "تائهة" في الجو قبل أن يجد "حاكم تونس" الهارب ليلا من يقبل استقباله .
ويتساءل الكثيرون عن معنى التصرف الفرنسي في الوقت الضائع ، أهو وخز وصحوة ضمير أم الركوب الموجة خوفا على مصالحها ما وراء البحار ، حتى لو كان ذالك تخلي عن "صديق حليف"، الذي كان يعتبر و ينظر اليه الحاجز ما وراء البحار المنيع "للعالم الحر"...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق