رأي في السياسة

آخر العناوين...

18‏/1‏/2011

"عروش "، واحد يسقطه سكران و الآخر بائع خضروات !



"مجموعة هم الأحداث"  :  حاكم رومانيا المطلق "تشاويسكو" الذي كان يعرف بالضبط كم من أنفاس  يتنفس كل فرد من الشعب الروماني ليلا أو نهارا نائما  أو مستيقظا ،  من أول لحظة ميلاده و تسجيله في الحالة المدنية إلى آخر لحظة تسجيله في دفتر الوفيات و مغادرته النهائية  فوق التراب إلى تحته . ويعرف بالتفصيل بماذا يحلمون ليلا و ما يفكرون فيه نهارا ...
كان عادلا في توزيع الخوف و الرعب في قلوب المواطنين وما يرون إلا ما يرى و ما يسمعون إلا ما يسمع ، تساعده في ذالك "حاكمة بوخاريست" النابغة ، التي  نالت أعلى درجات وشهادات العلمية من جامعات رومانيا وكانت هي المشرفة عند تقديم  أطروحتها وما على اللجنة إلا التصفيق والتهليل والمباركة  لتلك  الأطروحات "العلمية و الغير العلمية لا سابقة لها"...لصاحبة الجلالة حاكمة رومانيا بالنيابة.  
تشاويسكو ، الذي كان يقتل و لا يحيي ، أرواح الناس بالنسبة إليه   عبارة عن أرقام في غياهب السجون أو القبور . جاء يومه ولكل طاغية يوما ينتظره في زمان ما و مكان ما...
وهو يلقي في خطاب حماسي من "الفوق"  وشعبه يصفق له  بحماس في الاسفل ،  تحت عيون زبانيته و الويل  من لم يفعل ذالك بحماس و إخلاص  . وإذ بسكران  يبدو انه شرب حتى  أصبح يرى في "الحمير ديوكا" صاح "ليسقط  تشاويسكو، وتبعته الجماهير و تحول صفيقها الحار الى صيحات أكثر قوة و حرارة وتبعت ذالك  السكران المخمور ورددت معه " ليسقط تشاويسكو...ليسقط تشاويسكو... "  .
 وبالفعل سقط  "نيكولاي تشاويسكو"  سقطة العصر ،  بعد صيحة ذالك السكران ،الذي لو كان في وعيه لما تجرأ وصاح بذالك . وتلك الصيحة أدت إلى إعدام  "حكام رومانيا" بطريقة لم يكون يتصورها أو ينتظرها أحد ....
وجاء دور حاكم تونس وحاكم قرطاج ، المتخرجان من نفس معاهد أسلافهما "حكام رومانيا" ، وإذ ببائع خضروات في إحدى الأسواق التونسية يولع نارا أحرقت حكام تونس و قرطاج وأجبرتهم على التذلل على المباشر طالبين الصفح والعفو قبل أن يجبروا على الفرار ليلا  تائهين جوا ...ونجوا بأعجوبة من مصير كان يمكن أن يكونوا أبطال  الحلقة الثانية من مسلسل لا يعرف ( بضم الياء) عدد حلقاته....
من قال أن سكران وبائع خضروات يطيحان بعرشين ،  كان مجرد ذكر اسمهما ترتعد فرائس الجنين و هو مازال في بطن أمه  ولربما حتى الأموات وهم رميم...

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص