رأي في السياسة

آخر العناوين...

28‏/1‏/2011

يوم الحسم !

"شباب لا يحسن كتابة الرسائل على الورق وإنما كتابتها على المباشر"
( الصورة :AFP  )



"مجموعة أهم الأحداث" : تتواصل في جمهورية مصر العربية مظاهرات الاحتجاج لليوم الثالث على التوالي ،بدايته يوم الغضب الذي صادف عيد الشرطة ، إلى يوم غضب  آخر  يصادف  اليوم الجمعة ، التي سميت ب "جمعة الغضب" ...
 تنطلق بعد صلاة الجمعة من جميع مساجد الجمهورية  ، للمطالبة بالتغيير والانتقال إلى الديمقراطية والتداول على السلطة بدل احتكارها الأبدي وتوريثها للأبناء و الأحفاد .
ويقدر القائمون على هذه التظاهرات أن  يصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من مليون مصري ،وان حدث ذالك فعلا ستكون نقطة تحول جذرية وستكون رسالة قوية يرسلها الشعب المصري إلى نظامه  ، عليه أن يستعين بخبراء فك الشفرة لقراءتها وفهم رموزها جيدا  .
واليوم الجمعة سيتبين للعالم اجمع  مدى قوة و جدية وعزم  الشعب المصري  على  حسم الأمر.  ويتبين أيضا إذا كان  سيخرج  رأس النظام ليلقي كلمة على رعيته ليقول لها  فيها ، كما قال سلفه وجاره السابق  "الآن فهمتهم ولقد وصلت رسالتكم "...
نعم ، وصلت  بعد أكثر من ثلاثة عقود وهي مركونة في "مراكز البريد " قبل أن تصل إلى المرسل إليه . لكن المشكلة أن كاتب تلك الرسالة جيل سابق بلغة سابقة ،  وذالك الجيل أما هرم أو مات ولا يعد يطالب بها أو حتى يتذكرها.. .  
لكن صاحب الشأن الآن هو جيل آخر بأفكار أخرى ،  لا يحسن كتابة الرسائل على الأوراق وإنما هو فنان رسام يرسم أفكاره في الشوارع و على المباشر، و لا يحبذ أنصاف الحلول والوعود التي تزول مع زوال الحدث   . لأنه يدرك أن كتابة رسائل و إرسالها عبر البريد انتهى عصره وزمانه  ...
ويرى الكثير من المراقبين و الملاحظين وأصحاب الرأي أن ما يجري في مصر نسخة طبق أصل ما جرى في تونس وأن فعلا شظايا النار التي أشعلها "لبوعزيزي" في "سيدي بوزيد"  ، والتي أحرقت قصر "قرطاج" ومن فيه  ،  انتقلت شرقا ، و لا يعرف كيف يتم السيطرة عليها، وكم من خراطيم مياه و هل تكفي مياه البحار لصد  لهيبها  المتوهج ، وشهيتها المتزايدة ولسان حالها يقول هل من "قصور أخرى" ...
ويبدو أن أصحاب القرار في مصر يدركون ذالك جيدا ،لذالك يلاحظ عليهم التردد والحذر محاولة منهم إخماد لهيبها بأقل الأضرار  لكي لا يتكرر سيناريو يوم الجمعة ، آخر أيام "حاكم تونس" و "حاكم قرطاج" ...  ليلة الهروب جوا وأطفئت  أنوار المطارات الحليفة الصديقة في وجه طائرتهما  الهائمة ليلا  ...

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص