رأي في السياسة

آخر العناوين...

24‏/9‏/2017

( تعليق على حدث)..."أوراق في صناديق"


مسعود البرازني ، قطع اليوم الشك باليقين أن الاستفتاء سيُجرى في وقته المحدد ،  أي يوم الغد 25 من الشهر الجاري...
 من خلال ندوة صحفية ، حاول البرزاني إرسال رسائل اطمئنان لجيرانه بالخصوص العراق ، أن الانفصال الأكراد سيكون  عامل استقرار و ليس استفزازا لأي جهة ...
في نفس الوقت بث التلفزيون العراقي كلمة للرئيس الوزراء العبادي واضعا النقاط على الحروف مجددا موقف بغداد بأن هذا الاستفتاء غير شرعي و لا يُمكن الاعتراف به ...
بموازاة ذلك ، تم إغلاق المجال الجوي الإيراني في وجه الرحلات الجوية القاصدة أو الآتية من إقليم كردستان العراقي وتعتبر الخطوة الأولى لإجراءات أخرى ضد أربيل قد تصل ، على الأقل ، إلى حصار اقتصادي...
لكن الملفت للنظر ، كلمة رئيس الوزراء العراقي تضمنت معلومة كشف عنها العبادي  ،  أن سلطة الإقليم تستولي  على كميات كبيرة من النفط يتم تسويقها والاستيلاء على مداخليها بدون أي شفافية في صرف تلك الأموال...
 وسلطة الإقليم ترفض (على حسب العبادي) ،  أي  لجنة مراقبة و تدقيق  الحسابات من المركز المحاسبة المركزي في تلك المداخل و كيفية صرفها ...
 وهذا ما يُوضع سلطة الإقليم في موقف شك وريبة أمام المكون الكردي في الإقليم و سلطة الإقليم ملزمة للحفاظ على مصداقيتها  تقديم توضيحات للرأي العام الكردي في الإقليم ...
بمعنى ، مسعود البرازني موجود في موقف حرج تاريخي، من جهة  عدم اختياره الوقت المناسب لإعلان الانفصال ووضع الإقليم في فوهة المجهول اقتصاديا و سياسيا...
 ومن جهة أخرى ، الضبابية في تسيير الأمور المالية للإقليم ، التي تكلم عنها رئيس الوزراء العراقي في كلمته التي بثها التلفزيون العراقي...
بالمختصر المفيد ،  استفتاء الانفصال الذي تأكد إجراءه يوم الغد الاثنين في إقليم كردستان العراق و المناطق المتنازع عليها من أهمها مدينة كركوك ،  ستكون عملية انتحارية أقدم عليها مسعود البرزاني في رهن  مستقبل الإقليم السياسي وما يتبعه من معاناة اقتصادية و مالية للإقليم  ، لأن الاستفتاء يوم الغد سيبقى مجرد "أوراق في صناديق"...




بلقسام حمدان العربي الإدريسي
24.09.2017

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص