رأي في السياسة

آخر العناوين...

8‏/11‏/2009

هل سيحضر "سايكس-بيكو" مقابلة 14 نوفمبر ؟


رغم إني لست من هواة متتبعي الكرة المستديرة ومعلوماتي عن ما يحصل في عالمها المتشعب و المثير شحيحة، وقل حتى منعدمة تماما.
لكن، ورغم ذالك ورغم انفي لم تسلم أذني من ذلك الضجيج المروع والاستعداد والهجمات و الهجمات المضادة باستعمال كل و سائل من تقنيات آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا المباحة و الغير مباحة.
حتى ظننت لأول وهلة أن هناك استعدادات لمعركة مفصلية ستجرى وكل الوسائل المحرمة رياضيا و منطقيا وأخلاقيا ، مباحة فيها .
فسألت أهل العلم ، عن سبب هذه التعبئة و إعلان حالة الطوارئ و استدعاء الاحتياط ، فعلمت منهم أن كل ذالك استعدادا لمقابلة كرة القدم التى ستجرى ،يوم 14 من الشهر الجاري، بملعب القاهرة بين فريقين عربيين شقيقين ، من اجل انتزاع تأشيرة التأهل لنهائيات الكأس العالم ،التي ستقام في جنوب إفريقيا عام 2010 .
لاشعوريا ،وجدت نفسي أسأل نفسي : هل سيحضر "سايكس-بيكو" المقابلة ؟ ، ثم تذكرت أن الرجلين ماتا منذ زمن بعيد ، لكن الوصفة التي تركهما لهذه الأمة لم تمت بعد .
فكيف يعقل لمقابلة رياضية بين بلدين لا يفصل بينهما إلا ألواح معدنية موضوعة على الحدود، وخطوط وهمية يمكن لها تفعل فعلتها وتشحن كل تلك الهمم ونشر كل ذالك "الغسيل على الملأ " ...
وكان من الممكن تحويل تلك المناسبة الفريدة الى مؤتمر شبابي تشحن فيه همم المحبة وتبنى جسورا هدمتها عواصف السياسة.
صحيح، من حق الشباب التحمس، لكن ليس من حق وسائل إعلام، التي تغزو كل بيت في كل مكان وفي كل أوقات إثارة مشاعر هؤلاء الشباب وتصوير المسالة لهم بأنها "مسألة موت أو حياة"...
إن ما تستفز منه المشاعر حقيقة، أن تخصص، على مدار الساعة، قنوات إعلامية من كل الأصناف حصص و برامج، كأنها غرف عمليات، تناقش فيها الخطط و الأساليب لجيوش سترسل إلى ميدان القتال... وإذا كانت السياسة فعلت فعلتها ومزقت أوصال هذه الأمة ، فاتركوا على الأقل المناسبات الدينية و الرياضية توحدها ...




حمدان العربي

08.11.2009


ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص