رأي في السياسة

آخر العناوين...

27‏/9‏/2010

" شاهدة على العصر": المهم مصر استردت سيناء !




"مجموعة أهم الأحداث" : زوجة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات هي شاهدة على العصر من خلال برنامج "شاهد على العصر" تقدمه القناة الفضائية الجزيرة. الاهتمام مما قالته الشاهدة ليس لكونها زوجة رئيس سابق لكن لدورها البارز وبصماتها الواضحة للعيان على سياسة البلد الخارجية و الداخلية لأهم بلد على خارطة العالم العربي ، منذ تولي زوجها السلطة بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر إلى يوم مقتله في حادث المنصة الشهير وحجم تأثيرها الكبير في دوائر صنع القرار أثناء فترة حكمه، حتى أصبحت بعض القوانين تعرف باسمها ...
الاهتمام يصب على هذه الشهادة لكونها أول سيدة مصرية ، على الأقل في العصر الحديث، تبرز بهذا الشكل وتثير جدلا واسعا لدورها في الحياة السياسية والاجتماعية المصرية . ومعايشتها لأهم أحداث مصر الكبرى من هزيمة سنة 1967 و الصراع بين أهم أقطاب الحكم في مصر الرئيس جمال عبد الناصر و ذراعه الأيمن عبد الحكيم عامر إلى حرب 1973 وما ترتب عنها . حتى أنها حضرت جنازة المشير عبد الحكيم عامر رغم أن ،كما هو مشاع ، الرئيس جمال عبد الناصر منع ذالك .
هذا التأثير تجاوز حدود البلد عندما أجبرت بلدان أخرى محافظة على تكييف بروتوكولاتها لتتماشى مع رغبتها في أن تنزل بجانب زوجها الرئيس وليس خلفه ومن نفس سلم الطائرة... لكن ما يهمنا من خلال هذه الشهادة ليس كل ذالك. المهم ، شهادتها كونها كانت "سيدة مصر الأولى" اسما و فعلا و مطلعة على أسرار "الربط و الفك" إن لم تكون هي صانعتها.
الشيء المهم الأول ، الملاحظ على "سيدة مصر الأولى" تكرارها و إصرارها على عبارة "المهم مصر استردت سيناء" ، كلما سئلت على الأضرار الإستراتجية لرضوخ مصر لشروط "الأمريكان" نيابة عن الإسرائيليين وقبولها بدون تردد كل ما طلب منها ، رغم أنها كانت في موقف قوة (على الأقل في البداية) بعد النصر العسكري التاريخي الذي حققته القوات المسلحة المصرية ، في حرب أكتوبر 1973 ، ودكها دكا خط "بارليف" الشهير وانهيار الشبه التام للإسرائيليين وعدم استثمار ذالك في دك أيضا تلك "الثغرة اللعينة" وهي في مهدها .
تعزو ذالك "الشاهدة" لعدم دك تلك الثغرة ومحوها من الوجود لأن الأمريكان لا يقبلون بأن "تباد" أسلحتهم و معداتهم المستعملة من طرف الجيش الإسرائيلي . لو كانت كل الحروب تدار بهذه العقلية لما سحق ستالين قوات "الفوهرر" و طلائعها كان يراها (ستالين) من خلف ستائر مكتبه في الكرملين ...
وعبارة "المهم مصر استردت سيناء" تلخص أن الصراع العربي الإسرائيلي لم يكون سوى استرداد منطقة هنا و منطقة هناك وبأي ثمن حتى لو كان ذالك باتفاقيات شروطها يعرفها الجميع ... وليس صراع وجود بين أمة سلبت أراضيها و انتهكت مقدساتها لعشرات السنين .
الأخطر ما تبين من خلال هذه الشهادة أن الهدف الاستراتيجي من حرب أكتوبر 1973 ليس إلحاق الهزيمة العسكرية بالمحتل وإخراجه بالقوة وإنما الهدف كان تكتيكي والبحث عن انتصار معنوي محدود لتفاوض بعد ذالك من مركز قوة... رغم ليس هناك مقارنة بين نصر عسكري حاسم يجبر العدو ليس فقط القبول بالتفاوض لكنه يكون مجبر على القبول والرضوخ لشروط صاحب الانتصار الاستراتيجي و ليس التكتيكي المحدود ...

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص