رأي في السياسة

آخر العناوين...

11‏/5‏/2013

الرد بالوكالة

(الصورة بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة  على مواقع سورية
( الصورة منقولة من شبكة الانترنت)




"مجموعة أهم الأحداث":   بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع عسكرية إستراتجية سورية ، التي فيما يبدو أحرجت النظام السوري كثيرا في كيفية التعامل مثل هكذا انتهاكات إسرائيلية المتكررة أمام الرأي العام العربي و المحلي ...
ويبدو أن خيارات النظام محدودة أن لم نقل منعدمة وإسرائيل تدرك أنه لن يكون هناك رد فعل في حجم الضربة التي يبدو أنها  كبيرة و مركزة من خلال  الصور المنقولة من تلك المواقع المستهدفة ، حتى يتخيل للمرء تلك النيران هي مشاهد أولية  لجهنم فتحت أبوابها فجأة.
وإسرائيل وهي تقوم بهذا العدوان الجديد المتجدد تعلم وتدرك علم اليقين أن لن يكون هناك رد لا في زمان و لا في مكان ، و الرد الفعل  هو  قائم فعلا  داخل سوريا  ضد من يعتبرهم النظام "إرهابيين".
لأن إسرائيل بدون ادني شك  قبل قيامها بهذا العدوان تكون طرحت سؤالا وأجبت عليه هي بنفسها ، السؤال كيف يجرؤ النظام السوري على رد فعل وهو غارق حتى أذنيه في حرب مع خصومه في الداخل وقواته المسلحة وإمكانيتها مستنزفة في هذا الصراع الدموي الذي يدخل عامه الثالث ...
نفس النظام لم يجرؤ على أي رد فعل في السابق وقبل الأزمة عندما كانت كامل قواته ووسائل رده  سليمة و متعافية . وإسرائيل تدرك أن النظام القائم في سوريا و الذي يصارع من اجل البقاء  لن يفكر مجرد تفكير في الرد ، الذي يعني ذلك الرد إن وقع  التوقيع على شهادة وفاته و يستفيد منه خصومه الذين يطالبون برأس النظام حيا أو ميتا...
حتى تهديدات الأخيرة التي جاءت على لسان نائب وزيرة خارجية والذي هدد فيها بأن سوريا سترد فورا و بقوة على أي هجوم إسرائيلي جديد ، لا تأخذها إسرائيل على محمل الجد وتصنفها في قائمة الردود الفعل السابقة و المعروفة. 
والدلالة أن إسرائيل مرتاحة نفسيا و لا تخشى من أي رد فعل جدي من النظام السوري أن رئيس وزراء الكيان  و بعد أن أعطى الأوامر لقواته الجوية بتنفيذ تلك الضربة لمراكز حساسة يعتمد عليها النظام كثيرا و هي صمام بقائه بعيدا عن ضربات مناوئه ، طار إلى الصين في زيارة كان مقررة لها مسبقا كان تلك القوات المهاجمة كانت تقوم بمناورات عسكرية في أجواء إسرائيل.
نفس الشخص وأسلافه كانوا يلغون زيارات وتعديل مواعيدهم لمجرد تهديد من الفصائل المقاومة في قطاع غزة أو غير قطاع غزة رغم ليس هناك أوجه تشابه بين القدرات العسكرية لتلك الفصائل وبين قدرات "الجيش العربي السوري"...  لكن في النهاية  يبدو أن النظام السوري توصل إلى حل في كيفية الرد على عدوان الإسرائيلي  هو اللجوء "للرد  بالوكالة"  بفتح  باب المقاومة الشعبية في الجولان ، الباب الذي كان مغلقا لعقود و مفاتيحه آكلها الصدأ في أدراج مكاتب القصر الجمهوري السوري...
وتزويد حزب الله بأسلحة نوعية و أكثر تطورا مما هو موجود عنده إلى حد الآن مكسرا لموازين القوة  ، على حسب ما صرح به مؤخرا  أمينه العام الشيخ حسن نصر الله والذي أكد أن المقاومة مستعدة استلام هذا النوع من الأسلحة .  كأنه يعطي ذريعة إضافية وضوء أخضر لإسرائيل من أجل استهداف لبنان بحجة تدمير تلك الأسلحة التي يتكلم عنها حسن نصر الله بكل صراحة و ثقة.  ليصبح الحزب وكيلا مفوضا  للنظام السوري للرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة  وليدفع  لبنان تكلفة و  أعباء المترتبة عن هذا التوكيل ... 



حمدان العربي الإدريسي
11.05.2013

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص