تبنى مجلس الأمن
الدولي يوم أمس السبت قرارات اتجاه كوريا الشمالية . القرار الجديد الذي اعتمد بالإجماع يحرم بيونغ يانغ
من عائدات تقدر بمليار دولار من العائدات السنوية...
هذه
سلسلة العقوبات السريعة الإصدار محاولة من الولايات المتحدة و حلفائها باسم المجتمع
الدولي ونيابة عنه جمح طموحات النظام القائم في كوريا الشمالية في اكتساب ردع غير
تقليدي يدخله نادي الأقوياء المسيطرين على العالم...
هذا
القرار الأخير يُضاف إلى القرارات السابقة التي لم يكون لها أي تأثير واضح على
تصميم بيونغ يانغ الغير قابل للمراجعة للدخول عنوة إلى النادي المغلق لأصحاب
العضلات النووية...
و
لا يُمكن التصور هذا القرار الأخير يكون له صدى أكبر من سابقيه .لأن كوريا
الشمالية تعرف أن وجودها مرتبط بعضلاتها و ليس ببطنها. بمعنى عضلاتها هي التي تحمي
بطنها و ليس العكس...
كوريا
تكون حفظت جيدا درس العراق وكيف كان مصيره بعد سلبوا منه كل مقدراته "ليمسحوا"
به الأرض مسحا ، وألغوا وجود من خريطة العالم و ذاكرة التاريخ، من نفس الجهة التي
تُطالب الآن نظام بيونغ يانغ بتسليم
برنامجه كما فعلت سابقا مع العراق لتذبحه
من الوريد إلى الوريد...
لان
العراق لو كان يملك فعلا جزءا بسيطا من الردع الغير التقليدي، مما كانت تدعيه الجهة
التي نصبت نفسها "شرطي العالم " في مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل ،
لما أرسلت الآلاف من جنودها للمحرقة ،
تعلم مسبقا لا وجود لها ...
ومع ذلك تلك الجهة نفسها هي استعملت أسلحة غير
تقليدية من أجل الحصول على انتصار سريع وبأقل الخسائر، على حساب حرق الأخضر و اليابس...
يكون
هذا هو الدرس الذي حفظته جيدا كوريا الشمالية و لا يُمكن أن تُكرر أخطاء العراق
عندما رضخ لقرارات يُمليها "الشرطي العالم" و يتبنها بسرعة مجلس الأمن
...
لذلك
لا ينتظر من هذا القرار الجديد أن يكون له تأثير على تصميم نظام كوريا الشمالية المضي
في مسعاه لبناء قوة ردعية ...
سيحصل
العكس في حالة واحدة فقط هو تغيير النظام
وانهيار النظام الشيوعي ، على سيناريو ما حصل في الاتحاد السوفياتي السابق ...
لكن هذا الاحتمال ضعيف جدا ، لأن نظام الكوري
الشمالي موجود تحت جناح جار و حليف قوي على وزن الصين ، هذه الأخيرة لن ترضى بأي
حال من الأحوال أن يُمس ابنها المشاكس بسوء يكون أكثر من تأنيب دبلوماسي ولمسات من
عقوبات تكون نظرية أكثر منها تطبيقية ...
أكثر من ذلك ، لا يُمكن للصين أن تقبل بتغيير جذري
في محيطها الاستراتيجي يكون موطأ قدم لنظام بديل عن النظام الشيوعي القائم هناك...
خلاصة
القول ، القرار الأخير الصادر يوم أمس في حق كوريا الشمالية لن يكون سوى تنفيسا عن
التخبط في البحث عن وسيلة مثلى في كيفية التعامل مع هذه القضية . بالتأكيد سيناريو
العراق لن يتكرر هناك...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
16.08.2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق