رأي في السياسة

آخر العناوين...

6‏/2‏/2011

الإخوان المسلمون دائما عكس التيار والخروج عن الإجماع !

"مجموعة هم الأحداث" : تتناقل وكالات الأنباء أن الإخوان المسلمين يلتقون اليوم الأحد عمر سليمان النائب الرئيس المصري المعين لإجراء مفاوضات ،مدعين أنهم يريدون التعرف " على جدية المسؤولين إزاء مطالب الشعب ومدى استعدادهم للاستجابة لها".
كأن هؤلاء الجماعة وتجربتهم المريرة و الطويلة مع هذا النظام والذي كان لا يتحاور معهم إلا عن طريق مباحث أمن الدولة وفي أقسام الشرطة وفي زنزانات السجون وبسوط جلاديه ، لا يعرفون بعد نواياه ؟ .
وتقول بعض المصادر الإعلامية أن هناك فعلا اتصالات غير معلنة عنها جرت من قبل بين نائب الرئيس حسني مبارك مع هذه الجماعة . و أحد مسؤولي في هذه الجماعة ، فضل عدم الكشف عن هويته ، أكد لوكالة "فرانس برس" إن هناك فعلا اجتماعا عقد صباح السبت بين مسؤولين من الإخوان المسلمين و عمر سليمان".
وتثبت مرة أخرى هذه الجماعة قاعدتها دائما "الخروج عن الجماعة" وتفضل المصالح الحزبية الآنية على الأهداف الإستراتجية . العجيب في الأمر ، الأمس القريب كانت تؤكد هذه الحركة رفضها الدخول في أي حوار مع السلطات المصرية قبل تنحي الرئيس حسني مبارك و أركانه عن السلطة، والاستجابة لكافة مطالب المتظاهرين المصريين الأخرى.
في الوقت الذي يصر فيه الشباب الثائرون " في ميدان التحرير، أصحاب الراية الحقيقيون و الذين زعزعوا نظاما ما كان ليزعزع لولاهم و الذين يصرون على أن لا تفاوض إلا بالذهاب رأس النظام وأركانه ، يخرج هؤلاء لإعطاء هذا النظام تنفسا ومخرجا للدائرة التي تضيق عليه شيئا فشيئا محليا و دوليا .
وإعطاءه فرصة للانفلات من الضغوط الحادة والعزلة التي تزداد كلما ازدادت الصيحات في ميادين و شوارع مصر . نظام فقد كل أسباب البقاء وإذ بجماعة ضاقت على يديه كل ألوان التنكيل و التهميش تحاول إنقاذه من عزلته القاتلة داخليا ودوليا . حتى أصدقائه الألمان و الفرنسيين وغيرهم ، أوقفوا عنه الأسلحة و المعدات الشرطة لكي لا يستعملها في قمع المحتجين...
تاريخ هذه الحركة معروف في هذا الميدان ، بالأمس القريب عندما طلب منها مقاطعة وعدم المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة لعدم إعطاء هذا النظام الغطاء الشرعي لانتخابات كان الكل يعلم علم اليقين مسبقا أنها انتخابات ستكون مزورة بالتمام و الكمال و مفصلة تفصيلا على مقاس "الحزب الحاكم".
لكنها خرجت على الإجماع و أصرت على المشاركة ، و عندما لم تحصل هذه الحركة على أي شيء من تلك الانتخابات قالت عنها "مزورة "على قاعدة "صح النوم." ...
المؤسف أن في السابق في كل مرة كانت تخرج فيها احتجاجات تقودها منظمات المجتمع المدني المصري ترفض هذه الحركة المشاركة فيها بحجة "عدم معرفة من يقف وراءها"... وهذه المرة عندما تأكدت هذه الحركة من قوة وحجم الانتفاضة العارمة وزعزعة أركان النظام لم تركب هذه الحركة الموجة فقط وإنما أرادت خطفها والتفاوض باسمها رغم أن أصحاب الأمر في ميدان التحرير يصيحون بأعلى صوتهم أنهم لم يفوضوا أي جهة التفاوض باسمهم...
ولتعلم هذه الحركة لو "لا قدر الله " وفشلت هذه الانتفاضة المباركة في تحقيق الهدف الرئيسي ألا وهو إسقاط الكلي للنظام الجاثم على صدور المصريين منذ ثلاثة عقود ، ستكون هذه الحركة للإخوان المسلمين أول من تذوق مرارة الانتقام و العذاب على يدي هذا النظام .
وسيقتلعها من جذورها و سيكون مصيرها ( أي حركة الإخوان )  أسوأ من مصير "رؤوس آل برامكة " في بغداد . وستنصب لهم محاكم أقسى من "محاكم تفتيش" و مشانق عند كل شارع و في كل ساحة . وسيفيض نهر النيل بدمائهم و دموعهم...
  

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص