"مجموعة أهم الأحداث" : خرج الزعيم الليبي ليلقي خطابه الثاني منذ انفجار الثورة الشعبية المستهدفة الإطاحة بنظامه . الخطاب الأول ألقاه نيابة عنه سيفه وذراعه الأيمن و الوريث المنتظر للعرش المهزوز.
والعرف السائد أن معمر القذافي لم يبقى له إلا خطاب واحد ليلتحق بجيرانه السابقين وكل المؤشرات تؤكد أنه الرقم الثالث في تشكيلة الغابرين .
وقد شدد الزعيم ورغم المجازر البشعة المرتكبة من طرف أجهزته ضد مدنيين عزل خرجوا للتعبير السلمي أنه ،أي معمر القذافي، لم يستخدم بعد قوته الضاربة لسحق "هؤلاء الجرذان ومرتزقة " كما وصفهم .
أكثر من ذالك ، حاول من خلال خطابه إرسال رسائل في كل الاتجاهات وبالخصوص للغرب و على رأسه طبعا الولايات المتحدة الأمريكية لدغدغة مخاوفهم والضرب على اليد التي تؤلمهم ، بأن هؤلاء "الجرذان و المرتزقة" يحاولون تحويل ليبيا إلى "إمارة إسلامية"...
الأخطر من كل ذالك أن تلك الرسائل المرسلة من القذافي تحتوي على فقرة شديدة الخطورة ويشتم منها روائح الدم و الموت وصور ستكون أكثر بشاعة مما حصل حتى الآن .
وتلك الفقرة في خطابه قارن من خلالها أن ما يفعله بشعبه تماما ما حصل للبرلمان الروسي على يد يلتسن ، الذي أرسل الدبابات لدك مجلس الدوما (أي البرلمان) . وما جرى في ساحة " تيان آن مين " الصينية عندما سحقت بالنار و الحديد الحشود المحتجة...
و لم ينسى التذكير ما فعله جورج بوش الابن ، حارق ومدمر الفلوجة و العراق سحقا لأنصارالقاعدة ،على حسب وصفه ، مختصرا الشعب العراقي و مقاومته "بالقاعدة" . ولم ينسى أيضا الإشارة إلى ما فعله العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.
ويتساءل الكثير عن العلاقة أو أوجه التشابه بين ما جرى في العراق و غزة بسبب عدوان واحتلال أجنبي وما يجري في ليبيا من انتفاضة شعبية سلمية تطالب بالتغيير . إلا إذا أراد استباق التهم التي ستوجه مستقبلا ليقول أنه ليس "سافك الدماء" الوحيد . وإذا حاولتم محاسبتي حاسبوا أولا "السفاكون السابقون" ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق