رأي في السياسة

آخر العناوين...

10‏/2‏/2012

"بابور الطين الروسي ..."




"مجموعة أهم الأحداث" : ما يجري في سوريا وان اختلفت التسميات في التوصيف ، أهي ثورة شعبية ضد التسلط و التشبث بالسلطة و اعتبارها ملكا خاصا تتوارث من الآباء إلى الأحفاد ...
أو تمرد من عصابات مسلحة خارجة عن القانون تهدد السلم وامن الاجتماعي تروع المواطنين وتحاول تقويض أسس الدولة و إدخالها في دوامة العنف ولا استقرار . في كلتا التسميات هي مأساة حقيقة لشعب السوري ولا يستحق ذالك.
أكبر خطأ يرتكبه أي النظام هو لجوئه المباشر إلى القوة معتمدا على التقارير الاستخبارتية التي توهم دائما السلطات التنفيذية بتلك "المؤامرات تحركها أيادي خارجية، وان الشعوب كلها تموت حبا فداءا في رؤسائها وبقائهم ما شاءوا في السدة الحكم...".
إن كان ذالك صحيح ، بمعنى الشعوب تموت حبا في رؤسائها ، فالحل سهل وبسيط اللجوء إلى صناديق الاقتراع بعيدا عن تلك أساليب "حليمة و عادتها القديمة" ... وبعدها يقطع دابر كل من يجرؤ على تشكيك في نتائج المحصلة من تلك الصناديق الزجاجية...
وان كانت عصابات مسلحة تروع الناس و تهدد امن البلد لا يجوز دك مناطق سكانية بالصواريخ والمدافع بعيدة أو قريبة المدى وهدم سكنات على رؤوس قاطنيها .
وهذا غير مسموح به حتى في الحروب بين أعداء.وهناك طرق أمنية أخرى معتمدة لمحاصرة والقبض أو قتل أفراد تلك "العصابات" بدون إلحاق الأذى بالمواطنين الأبرياء.
وإذا كان ما تعرضه وسائل الإعلام من تلك الصور المروعة من قتل و دمار غير صحيحة ، كما يدعيه الجانب الرسمي وبأن تلك الصور مفبركة و مركبة في "استوديوهات السينما" ، وهذا شيء ممكن في عصر التقنيات التصويرية "العالية الخداع"...
ويعرض من جانبه في كل مرة (النظام الرسمي) صور عن طريق وسائل إعلامه ،بالخصوص التلفزيونية ، مشاهد مختلفة تماما تبين حالة الهدوء و السكينة تسود شوارع وأحياء التي يزعم أنها تعرضت إلى عمليات إبادة من القوات النظامية و توابعها...
إن كان ذالك صحيحا أيضا ، بمعنى صورا مفبركة ، فالحل أيضا سهلا و بسيطا وهو في صالح النظام أن يجعل تلك المدن التي نقلت منها تلك الصور"المفبركة" مفتوحة على مصراعيها لكل من يريد التحقق بأم عينيه من ذالك. وبذالك يكون النظام حقق انتصارا ساحقا على خصومه ومصداقية لا تشوبها شائبة...
وعلى النظام السوري أن يستفيد من دروس السابقين وان لا يعول على دعم ومساندات هنا و هناك . لأن ، وهو سيد العارفين ، النظام الدولي كان وزاد أكثر بأنه لا يعرف الأحاسيس والصداقات بالنسبة له تقاس بمقياس ما بداخل الجيوب...
بمعنى أوضح أن من يعول على ذالك كما من يعول على "بابورا" مصنوعا من الطين و يحاول إبحار به البحار و المحيطات... حتى ولو كان ذالك "البابور" طينه من "روسيا" أو من "الصين".

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص