رأي في السياسة

آخر العناوين...

11‏/8‏/2017

(مجرد رأي)... المناورة العسكرية المشتركة في جزيرة غوام





كل الوسائل الإعلام العالمية ومن خلالها أنظار جميع سكان العالم، متجهة صوب شبه الجزيرة الكورية لتتابع تطورات الأحداث ...
بعد أن  أعلن الجيش الكوري الشمالي ، اليوم الخميس،  تفاصيل خطته  لإطلاق أربعة صواريخ في اتجاه جزيرة غوام ، بمعنى المبسط   الأراضي الأمريكية ، أو على الأقل مجالها الحيوي  ...
 هذه الصواريخ المزمع إطلاقها يمكن لها أن تكون شرارة مواجهة مدمرة بين الولايات المتحدة وخصمها العنيد يتمثل في نظام كوريا الشمالية...
الولايات المتحدة التي ستجد نفسها في موقف صعب، أن نفذ نظام كوريا الشمالية خطة الإطلاق ، لأن لو يفشل نظامها الدفاعي الصاروخي "ثاد" في اعتراض ولو صاروخ واحد من بين الصواريخ الأربعة لتصبح هي و نظامها مسخرة في وجه الأصدقاء قبل الأعداء . ويعني تفوق كوريا الشمالية تقنيا في هذا الميدان ...
هذا من جهة ، من جهة أخرى إطلاق هذه الصواريخ ، بغض النظر نجاحها أو فشلها ، هو تحدى و استفزاز لهيبة الولايات المتحدة واختبار مصيري لهذه الهيبة بالخصوص في نظر حلفائها الذين يرون فيها مظلتهم الواقية بالخصوص كوريا الجنوبية وتليها اليابان ، فرائسهما  ترتعدان  خوفا وهما  أقرب بكثير من جزيرة غوام  ، التي   تبعد بحوالي   3400 كلم من مخالب كوريا  الشمالية...
 حتى تلك الصواريخ وهي تحلق في الجو في اتجاه غوام ، ستمر على أجواء تلك الدول. في   تحليق يدوم   أكثر من  17 دقيقة  قطعا لتلك المسافة    لتتحطم في البحر، على مسافة مابين  30 أو 40 كلم عن "غوام" .بمعنى في المياه الدولية لقطع أي ذريعة قانونية عن الولايات المتحدة ...
أما إذا كان هناك خطأ حسابي أو حدث طارئ يتغير  معها اتجاه الصواريخ  ليسقط واحد أو أكثر منها  في قلب الجزيرة ،  لتصيب عصب القواعد الإستراتيجية الأمريكية التي تحتوي على غواصات.  بالخصوص  الطائرات من قاذفات  إستراتيجية بعيدة المدى التي تستفز كثيرا النظام في كوريا الشمالية وهي تحلق بانتظام في المنطقة، في هذه الحالة لا مفر من تكرار سيناريو "بيرل هاربر". هذا من حيث المنطقي...
 لكن يمكن أخذ الأمور من وجهة نظر أخرى ، لماذا لا يمكن أن تكون إطلاق هذه الصواريخ بالضبط في اتجاه مكان حيوي و استراتيجي مثل جزيرة غوام ، هي رغبة مشتركة بين الطرفين، ليس بالضرورة تفاهم ،  لإجراء مناورة مشتركة حية كل طرف يختبر قدراته  ...
كوريا الشمالية تختبر قدراتها الصاروخية و الولايات المتحدة تختبر عمليا قدرة نظامها الدفاعي ومن خلال ذلك كل طرف يبني بدقة خططه المستقبلية. بشرط أن تجري الأمور وفقا للخطة و لا يحصل معها انزلاق...
إما إذا أخذنا الأمور من ناحية "نظرية المؤامرة" ، لما لا تكون الولايات المتحدة نفسها هي التي تشجع و تدفع النظام في كوريا الشمالية في هكذا جرأة تحدي  من أجل ارتكاب خطأ ،على وزن "بيرل هاربر" ، يكون لها حجة ومبرر قانوني وأخلاقي لإجهاض على هذا النظام المشاكس ،  بصفة نهائية ...   (قلت مجرد رأي)...  


بلقسام حمدان العربي الإدريسي
11.08.2017

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص