رأي في السياسة

آخر العناوين...

21‏/8‏/2017

( مجرد رأي)... هل انتهى الزواج العرفي بين صالح والحوثيين ؟


تتناقل الأخبار أن هناك أزمة عميقة بين الرئيس اليمني المخلوع المتمرد علي صالح و جماعة أنصار الله أو بما يعرفون بالحوثيين ، وأن هذه الخلافات خرجت للعلن بما يعني أنها خلافات جادة فعلا...
رغم أن ذلك ليس  مفاجئا و الكل يعرف أن التحالف الحاصل بين الطرفين هو عبارة عن زواج مصلحة عرفي تم بين طرفين لكل واحد حساباته الخاصة به ...
الحوثيون قبلوا التحالف معه (علي  صالح) كجسر عائم ، كالذي تستخدمه الفرق العسكرية الهندسية لتمكين قوتها من العبور إلى الضفة الأخرى ثم يتم نسفه ...
 وبذلك الجسر جماعة أنصار الله عبروا به و استولوا على  السلطة بتلك السهولة المدهشة . لأن علي  صالح الذي جثم على أنفاس السلطة في اليمن لعقود ، بنى مؤسسات بالخصوص العسكرية و الأمنية، ولاءها له و ليس للوطن...
 وعلي صالح من شدة إدمانه على السلطة ،  أصبح يرى أن لا وجود لليمن بدون وجوده و شرعنة كل الوسائل للحفاظ عليه (الوجود)...
المتتبع لشأن اليمني كيف كان  علي صالح ومازال  يلعب على كل الحبال وخلط الأوراق و التأمر للقضاء على خصومه ليفسح له مجال البقاء ...
 وكيف كان  يستغل تلك المعونات و المساعدات التي كانت تصله  من دول صديقة وشقيقة ليس لرفع معانات الشعب اليمني و تطوير البنية التحتية الاقتصادية و الاجتماعية للطبقات المحرومة ، وإنما كان يستغل تلك المساعدات لأمور أخرى تساعده على تقوية قبضته على السلطة و القضاء على خصومه بأي طريقة كانت...   
حتى أن هناك أخبار  تناقلتها وسائل الإعلام العالمية ، وقت كان في نزاع مسلح مع الحوثيين وكان يتلقى دعما جويا من دولة شقيقة ، أعطى لها  إحداثيات لمقر كان  يتواجد فيه قائد يمني كبير على أنه مقر للحوثيين ، للقضاء عليه والتخلص منه ...
 لأن  على صالح كان يرى في ذلك القائد خصما لابد القضاء عليه مستغلا فرصة الضربات الجوية و لحسن الحظ تم التنبه لذلك في اخر لحظة ، لكان أعتبر خطأ جوي وغُلق الملف  . أضف ظاهرة وجود تنظيم القاعدة في اليمن وعلامات الاستفهام الكبيرة حوله. ..
 وما هذه إلا عينة بسيطة  عن درجة إدمان على صالح على السلطة حتى لو كان تمزيق وحرق البلد وإدخاله في حرب أهلية لا مخرج لها...
"خرجة" علي صالح الأخيرة بأنه مستعد على فك الارتباط مع حليفه الحوثي و تلك الشعارات الذي مازال يرددها بأنه لا يبيع الوطن ،الخ... هي تدخل ضمن اللعب على الحبال المذكورة آنفا...
ويكون علي صالح تأكد من أمرين ،  إما تأكده أن التحالف في طريقه للانتصار والقضاء على التمرد و عودة الشرعية وبذلك القفز من السفينة قبل الغرق لينجو ببدنه و لن يكون عبرة للآخرين...
وإما يكون متأكد أن الحوثيين في طريقهم للانتصار و فرض الأمر الواقع وهو يعرف جيدا مصيره إذا تم هذا السيناريو . مصيره هو وأنصاره يكون ، بدون أدنى شك ،  الذبح من طرف جماعة انصار الله ، على حواشي الطرقات و أحبال المشانق في الساحات العامة...
بالمختصر المفيد ، على صالح له ثلاثة سيناريوهات لا رابع لهم : الانتحار المبكر  ، المحاكمة الجنائية بتهمة الخيانة العظمى   في حالة فوز التحالف وعودة الشرعية  ، الذبح و الشنق في حالة انتصار  الحوثيين...




بلقسام حمدان العربي الإدريسي
21.08.2017
    

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص