رأي في السياسة

آخر العناوين...

8‏/2‏/2010

" الهدف القاتل في الوقت الضائع " !




السفير المصري غادر الجزائر "زعلان" ، و لا يعرف إذا كان أقسم "باليمين الغليظ"    بعدم العودة  إلى منصبه إلا بعد تقديم اعتذار رسمي من السلطات العليا الجزائرية و تعويض عن خسائر تكون قد لحقت بممتلكات مصرية في الجزائر ، بسبب مقابلة رياضية  في كرة القدم للذهاب إلى جنوب إفريقيا عن طريق ملعب أم درمان بجمهورية  السودان .
لكن فجأة طالعتنا وكالات الأنباء أن السعادة  السفير "زال عنه الزعل" و عاد إلى منصبه بدون أن نسمع أن تلك المطالب قد تحققت . بل أكثر من ذالك نقلت بعض الوسائل الإعلام أن مسؤولين جزائريين صرحوا بأن عودة السفير "لا يعني  شيء أو لا حدث  "   بالمعني المبسط "  السفير عاد إلى منصبه مثلما غادره..." .
السلطات المصرية سعت  لانتزاع اعتذار أو على الأقل  شيء ما  "يحفظ ماء الوجه" لدبلوماسيتها السريعة الغضب   ،  إلا أن ذالك لم يحصل ،أكثر من ذالك ،  أكدت   الجزائر أن على  السفير المصري  أن يبقى في القاهرة ما شاء من الوقت ، وعودته مشروطة "بدون شروط" ، وهذا ما حصل فعلا .
الدبلوماسية  المصرية العتيقة ، التي من المفروض أنها رائدة الدبلوماسيات  ، عربيا و جهويا ، وقعت  في ورطة سببها سرعة الغضب  ، أو "دبلوماسية الغضب" ...
نسمع الكثير عن تلك النظرية الشهيرة  و المتداولة بقوة " لا دخل الدين في السياسة" أو العكس صحيح. لكن ما دخل الرياضة في السياسة ، أو السياسة في الرياضة ... وما علاقة انتصار في مقابلة رياضية بانتصار في حرب كحرب أكتوبر المجيدة...صحيح أنها لم تصدر عن الدبلوماسية المصرية لكن كان من المفروض أن تتدخل لتذكير "هؤلاء" أن لا دخل "الرياضة في السياسة" كما لا دخل " الرياضة في الحروب" ...
الدبلوماسية المصرية بهذه التصرفات تكون قد   تقمصت الرقم 12 من الفريق الوطني المصري مسجلة هدفا في الوقت الضائع ضد مرماها، وبما أن الوقت الرسمي للمباراة انتهى لا يعرف كيف يتم تعويض هذا الهدف القاتل ؟  


حمدان العربي
08.02.2010   

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص