رأي في السياسة

آخر العناوين...

8‏/4‏/2010

"قوانين إفقار الفقراء" !





خبير مصري قدم خلال برنامج في إحدى القنوات الفضائية تشخيصا مفصل لما جرى و يجري في جمهورية مصر العربية من سياسة ممنهجة و مبرمجة   لنشر الفقر بين طبقات واسعة من المجتمع وتعميق الهوة أكثر فأكثر بين أغلبية شعب فقير و طبقة أثرياء  متنفذة ،  تطبخ قوانين على مزاجها و حسب مقاسها  ، صورة مطابقة الأصل لما يحصل في كثير  من البلدان الأخرى.
في الحقيقة ما قاله ذالك الخبير ليس  سرا أو لغزا بل  حقيقة يعرفها  و يلمسها الجميع ،لكن أن يأتي  ذالك على لسان خبير  بالتحليل و بالأرقام فهذا ما يعطيه مصداقية أكثر .
الخبير أعطى  تفسيرات  مقنعة عن سبب انتشار الفقر و العوز بين طبقات الشعب و الاختفاء الكلي و القسري للطبقة الوسطى لتبقى طبقتين لا ثالث لهما ، طبقة صغيرة  متنفذة  في "الأعالي "  و طبقة كبيرة و عريضة  في أسفل السافلين همها الوحيد كيف الوصول اليومي للقمة عيش "الحافي " لا غير ...
تحليلات الخبير تبين كيف  أن الفساد بضاعة  تصنع بمواصفات وقوانين لتصبح  مرتبطة ارتباط عضوي بالسلوك البشرى وتوغله  في كافة الأجهزة الحكومية . لأن المواطن أو الموظف ، ماهيته المجمدة منذ زمن بعيد يقابلها ارتفاع فاحش في المواد المعيشية و الخدمات من كهرباء و ماء و نقل والعلاج الطبي ... ،  يجد نفسه مكرها و مجبرا على مد يداه في جيوب الآخرين من خلال الرشوة أو تحت أسماء أقل وطأة مثل  "الإكراميات" ...
يقابلها قوانين يصبح من خلالها  ذالك "المتنفذ" في ليلة و ضحاها من أصحاب المليارات ، كحصوله على امتيازات ، مفصلة تفصيلا أو حصوله على تنازلات  من  عقارات عمومية ( أراضي ، أو معامل و منشات...) مجانا أو أكثر تقدير "بالقرش الرمزي" ليعيد بيعها بالمليارات بدون أدنى مجهود...
الأخطر من هذا كله ، كما شرحه ذالك الخبير ، محاولات السلطة التنفيذية المستميتة تجاه  السلطات التشريعية و القضائية  وجعلها تستفيد من تلك الامتيازات من أجل تحييدها عن دورها الرقابي و السير وراءها بدل مراقبتها  ، ومن يرفض ذالك يجد نفسه في قائمة المغضوب عليهم ، هذا إن كان محظوظا و  لم يجد نفسه ما وراء الشمس...
المهم أن هذا الخبير أعطى تفسيرا مقنعا أن الفقر الشعوب  ليس "قضاء و قدر" ، وإنما "سياسة وقوانين " ،  يضعها الإنسان نفسه ،  الذي لا ينطبق عليه   قول الله عز و جل  {الذين إن مكانهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} (الحج:41).

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص