رأي في السياسة

آخر العناوين...

5‏/4‏/2011

لتذهب المبادئ إلى الجحيم ؟






"مجموعة أهم الأحداث" : موسى كوسا ، اليد الضاربة للزعيم الليبي والعين الثاقبة كان يرى بها في الضوء والظلام والأذن يسمع بها همسات الناس في يقظتهم و أحلامهم ، لقد ترك زعيمه يواجه مصيره لوحده ...  قفز كوسا من السفينة التي تسربت اليها النيران ، تاركا زعيمه وولي نعمته "يحترق" لوحده بأمواجها الآتية من الجو ومن البر .
لقد وصل موسى كوسا إلى العاصمة بريطانيا لندن عن طريق تونس مفضلا الهروب الآلف الكليمترات عن زعيمه المتحصن في قلعة "باب العزيزية" أو في مكان آخر ربما لا يعلم به حتى موسى كوسا نفسه. ولربما قطع كل هذه المسافة الطويلة تطبيقا لمقولة "كلما كان البعد عن العين كان البعد عن القلب   . "
وهو يعلم ، أي المنشق الهارب ، أنه لن يكون في منأى عن الملاحقات القضائية الدولية من طرف الأشخاص الذين "تبهدلوا" عندما كان ماسك بالأجهزة "المخابراتية" و الأمنية. أو من طرف دول مثل اسكتلندا ، التي لم تغلق ملف اعتداء لوكربي الذي وقع عام 1988 على طائرة "بان أم" الأمريكية فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية مخلفا 270 قتيل من جنسيات مختلفة .
ويبحث القضاء الاسكتلندي عن العلاقة المحتملة بين وزير خارجية ليبيا المنشق و الحادث ، لذالك يريد (القضاء الاسكتلندي) استجواب موسى كوسا . ويرى بعض أهالي ضحايا الحادث أن هروب موسى كوسا إلى بريطانيا فرصة ذهبية لمعرفة الحقيقة الكاملة وخفايا الحادث.
للتذكير، أفرج عن المدان الوحيد في القضية ، عبد الباسط المقرحي ، في شهر آب/أغسطس عام 2009، بعدما أن قدر الأطباء أن الحالة الصحية لهذا الأخير متدهورة وأن أيامه أصبحت معدودة . وهذه ليست القضية الوحيدة التي ستواجه المنشق ، هناك قضايا أخرى من بينها مقتل شرطية بريطانية أمام سفارة ليبيا في لندن عام  1984 ...
و لقطع الشك باليقين ، أكد وزير الخارجية البريطاني "وليام هيغ" أن موسى كوسا لن يمنح أي حصانة قضائية . لذالك أيام موسى كوسا في بريطانيا لن تكون مكسوة بالزهور ، لكنه يظهر أنه يفضل سجون عاصمة الضباب على الغرق مع الزعيم وليذهب الإخلاص والمبادئ إلى الجحيم...

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص