"مجموعة أهم الأحداث" : أكبر غلطة يرتكبها أي نظام حول العالم لجوئه المبكر إلى الأساليب القمعية القاسية في مواجهة بداية اضطرابات تواجه مع شعبه . في ذهن ذاك أو ذالك النظام أن هذا الأسلوب في القمع المفرط سيخنق في المهد تلك الاحتجاجات قبل أن تخرج عن السيطرة ، على حسب تصوره .
لكن في الحقيقة العكس هو الصحيح ، لو تترك تلك الاحتجاجات السلمية تأخذ مسارها الطبيعي يتنفس من خلالها "الحانقون" عن وضعهم اجتماعي كان أو سياسي أو شيء آخر ...
مع اخذ بعين الاعتبار طبعا من طرف تلك الأنظمة النقائص التي أدت إلى تلك الاحتجاجات ومعالجتها بحكمة وتبصر وشفافية ، لكانت النهاية تكون دائما عكس ما حصل للأنظمة كانت تظن القمع و الرصاص الحي كفيل بإنهاء الأزمة مع شعوبها .
وإذ بها (الأنظمة) تصبح خبرا لفعل ماضي ناقص نصفها "تتبهدل" في "اللومان" على ذمة التحقيق ونصف الآخر هاربة في الأجواء تبحث عن مطارات تقبل استقبالها.
وقد أثبتت التجارب السابقة أن أسلوب "كل امني" و"الرصاص الحي" و"التعسف" و"اهانة كرامة الناس" على أرصفة الشوارع وفي الأقبية ، السبب الرئيسي في الانهيار المبكر للأنظمة بدل أن تكون أحزمة آمان لها . والدماء التي تسيل تصبح وقودا تزيد النار اشتعالا و التهابا وهي تصيح "هل من عروش حان سقوطها"...
لا يعرف لماذا اللجوء أصلا لرصاص الحي وما شابه ذالك لمواجهة حشود خرجت لسبب ما ، رغم هناك وسائل يمكن استعمالها في حالات القصوى من غازات تسيل الدموع لتخفيف عن هؤلاء المحتجين آلامهم و غبنهم الاجتماعي و المعيشي ...
أو مياه ضاغطة تكون بردا و سلاما على جروح تعلوها آلام منبوشة في تجاعيد وجوه غاب عنها بريق الأمل في غد أحسن . أو تستفيد منها على الأقل تلك الفئة التي لا تجد ماءا صالح للشرب فما بالك للاستحمام . وتكون تلك المظاهرة فرصة "للاستحمام المجاني" ...
رغم أن في الحروب وبين الأعداء هناك قوانين تنظم قواعد الاشتباك بين الطرفين المتقاتلين ، بحيث لا تسمح تلك القوانين لطرف بإطلاق النار على الخصم إذا كان لا يشكل خطرا آنيا عليه ويتم بدل ذالك أسره و ليس قتله. وبطبيعة الحال ليس هناك أوجه تشابه بين مظاهرة سلمية ومعارك قتالية...
إن ما حصل لنظامين سابقين متجاورين في الجغرافيا والقبضة الحديدية المتشابهة لأجهزتهما الأمنية لدليل قاطع و لا غبار عليه أن نظرية "الكل أمني" وإطلاق الرصاص الحي بهدف القتل ، لا تحمي الأنظمة المرتكزة على هذه النظرية من السقوط الحر و المدوي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق