رأي في السياسة

آخر العناوين...

9‏/7‏/2011

(موضوع معاد) : السودان ، نظرة وداع أم واجب عزاء ؟




"مجموعة أهم الأحداث" :  السودان البلد العربي الإسلامي الإفريقي العملاق وهو على أبواب قاعة العمليات ، بعد أن وصل دوره ، لتجرى له  عملية بتر إلى نصفين ليصبح  "الجنوب جنوبي"   و"الشمال شمالي"  ، ولكل واحد " يروح لحاله".
ولا يعرف إذا كانت حالته  الصحية تستدعي  عمليات بتر أخرى  لما تبقى له من  أعضاء   .  ذالك يتوقف على التقرير الصحي  "للخبراء الصحيين" الذين يتولون ويتابعون حالته الصحية بعناية واهتمام  .
السودان وصل دوره في قاعة العمليات بعد أن كانت محجوزة و مشغولة  بالحالة الصحية لبلد آخر يتجاوزه في قائمة الاستعجالات و الانتظار  ، ذالك البلد هو  العراق.   حالته كانت أكثر أهمية  و استلزمت   تدخل سريع وعاجل  للاختصاصين في تقسيم المقسم وتفتيت المفتت .  والفرق بين العملتين ،  الأولى تتطلب الأمر عملية البتر و التفكيك  في عملية جراحية واحدة. أما العملية المنتظرة  فهي بالتدريج و التدحرج خوفا على حالة الصحية للمريض ،  وأيضا من أجل إخلاء القاعة بسرعة  لعمليات   جراحية أخرى أصحابها ينتظرون منذ مدة .
هؤلاء  خبراء يتقنون الطرق وأسس  الرياضيات المبسطة  باختزال الأرقام الكبيرة  إلى أبسط قيمها ليسهل بعد ذالك عملية التقسيم...
والواقع يقول ما كان ذالك سيحدث  لولا "سياسة سوء التقدير" وترك المجال  السوداني مفتوحا  ليلعب فيه هؤلاء "الجراحون" ذو الاختصاصات العالية في الجراحات القيصرية  وخبراء في  تفتيت الأوطان وفك الأوصال...  
وقبل اقل من 48 ساعة من موعد بدء استفتاء الجنوب حول تقرير المصير، باتت كل الاستعدادات "مكتملة" بقدرة  قادر و خبرة خبير . و تدفق المراقبون من كل فج عميق  ليكونوا شهودا على حسن سير هذه العملية الجراحية "التفتيتية"  وسيكونون شهودا على ميلاد  دولة جديدة في جنوب السودان لتقطع أوصال العالم الإسلامي  بالقارة السمراء العملاقة .
موعد تلك العملية الكبرى أصبح  لا يعد بالأيام وإنما بالساعات و المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء  يبشر الجميع بأن "الاستعدادات الاستفتاء باتت مكتملة تماما". و لا ينقصها شيئا يعكر صفوة انجازها .
حتى البطاقات  وصلت كل مراكز الاقتراع في الجنوب وللمناطق النائية جوا بفضل "كرم" الأمم المتحدة ،  الساهرة على كل  الترتيبات الإدارية لتنفذ  بحذافيرها استعداد لليوم الموعود يوم تفتيت السودان.
وقبل حتى بدء تلك العملية الجراحية الكبيرة و معرفة نتائجها  ، خرج الجنوبيون ،  في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية، للشوارع تغمرهم الفرحة والابتهاج لأنهم متأكدون من مهارة هؤلاء الجراحين المكلفين بعملية بتر الوطن إلى نصفين وكيانين  و إتمام العملية بإتقان وبدون أدنى  هوامش أخطاء  .
العجيب و الغريب أن السودان وهو في أيام  وحدته الأخيرة استقطب اهتمام وأصبح محل زيارات وقبلة للزائرين لا يعرف إن هي نظرة وداع  على  عزيز وهو يستعد للرحيل الأبدي  أم واجب عزاء لمصاب جلل ...
خلاصة القول عن  هذا الاهتمام المفاجئ بالسودان  و تصريحات التأييد له   ،  ينطبق عليه  المثل الشعبي  المتداول  والذي يقول "رجلا وهو مريض كان مشتاق أن يأكل حبة  تمرة و عند  موته  وضعوا على قبره  عرجونا"...
والمثل الآخر  ، لرجل الذي سمع أن نارا مشتعلة في الحي القاطن  فيه ، فقال "تخطي"  داري ، قالوا له "والله راهي في غرفة نومك وتحت سريرك "، فرد عليهم "تخطي رأسي"   ....
مع الملاحظة ،  هذا الموضوع كتب يوم الثامن من شهر يناير من هذا العام ، قبل الإعلان الرسمي للانفصال و قيام  "جمهورية جنوب السودان" ، الذي أعلن رسميا  اليوم السبت الموافق للتاسع من شهر السابع من نفس  العام (2011 ) ، وأداء "سالفا كير"  اليمين الدستورية  كأول رئيس لها ........

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص