"مجموعة أهم الأحداث" : يوم أمس ، الموافق لعشرين من الشهر الجاري ، بموت العقيد معمر القذافي انتهت في ليبيا حقبة وبدأت أخرى. ولا يمكن الحكم على الحقبة المنتهية إلا بعد رؤية ملامح الحقبة التالية . تماما كما تم الحكم على الحقبة "السنوسية" بعد معايشة فترة "القذافية" ، وترحم الشعب الليبي على الملك في عهد "ملك الملوك" .
وهل تكون الحقبة الحالية التي بدأت بموت (أو إعدام) العقيد و استبدال الحكم الشمولي الفردي المنصرف بحكم ديمقراطي على أسس التداول السلمي للسلطة...
بمعنى برلمان تمثيلي حقيقي منتخب ورئيس دولة يحكم فترة أو فترتين ثم ينصرف لشؤونه الخاصة أو أعمال يستفيد منها المجتمع ، وسلطة قضائية مستقلة يقف أمامها الرئيس و المرؤوس ولكل ذي حق حقه.
أم هذه الحقبة سينطبق عليها المثل الشعبي العامي "الرايح خير من الجاي" باستبدال "ملك الملوك" بأمراء ولكل أمير نظامه وحدوده ولكل واحد يطالب بحصته من الإرث . والمتتبع للشأن الليبي يلمس بعض من هذه الملامح و لا يعرف إن كانت ظروف عابرة تحكمها ظروف المرحلة أم هي راسخة ويصبح المواطن الليبي العادي يترحم على مساوئ الحقبة السابقة.
مرحلة بدأت بالانتقام خارج أطر العدالة ، والمعروف كل شيء بدايته دم الانتقام نهايته وديان من الدماء . لأن العقيد معمر القذافي كل الصور الحية تثبت أنه كان حيا عند الإلقاء القبض عليه وجراحه لم تكون خطيرة بدليل أنه كان يمشي و يتحدث. بمعنى تم إعدامه من طرف معتقليه.
وكانت فرصة السانحة للحكام الجدد لإثبات للجميع أنهم ثاروا فعلا من أجل تطبيق العدالة واحترام الآخرين حتى ولو كانوا أعداء على وزن العقيد الراحل.
وكان أفيد لهذا النظام الجديد الحفاظ على حياة المعتقل و معاملته بشكل إنساني ثم تقديمه لمحاكمة عادلة وتمكينه من الدفاع عن نفسه والإجابة على التهم الموجهة ضده ثم تقول العدالة كلمتها الأخيرة ، وبذالك تكون أول خطوة في اتجاه الصحيح يخطوها النظام الجديد. لكن يبدو أن المستقبل "باين من عُنْوَانُ "...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق