"مجموعة أهم الأحداث" : ليبيا "الجديدة" ما بعد العقيد معمر القذافي لن تكون بعيدة عن القصة التراثية الشهيرة والمنشورة سابقا عن الذئب الذي كان "يبحبح" صغاره في كل ليلة بكل "ما لذ و طاب" . سألوه ذات ليلة صغاره من أين له كل هذا ، فأجابهم "بأنها كلها ديون" ، فسألوه مرة أخرى متى و كيف يتم دفع هذه الديون.
فأجابهم :"أما متى تدفع سيتم ذالك في الليلة التي سأغيب فيها عنكم" أما كيف يتم دفعها فذالك يتوقف على "أسلوب الدائن"...
واقع حال ينطبق بشكل تام على الحكام الجدد لليبيا . ويظهر أن ليلة دفع الديون حلت على الليبيين ليلة القضاء على العقيد معمر القذافي والذي لعب حلف "الناتو" بشكل جوهري و محوري في القضاء على حاكم ليبيا الراحل و تسلم الحكام الجدد (والذين يسميهم البعض "ثوار الناتو") زمام الأمور ، لكن ليس ذالك مجانا وإحسانا وعليهم الاستعداد دفع تلك الديون.
فاتورة لديون لما يقارب الثمانية الأشهر من المطاردة الجوية تعقبا للعقيد الهارب و لا يعرف إن كانت تلك المدة ضرورية أم هي حسابات مدروسة للوصول للرقم المرغوب فيه ...و لا يعرف كيف سيتم إرسال تلك الفاتورة عن الطريق البريد العادي أم عن طريق "محضر قضائي" .
لكن المؤكد أن أرقام تلك الفاتورة ، التي ربما ستعجز خزائن أجيال ليبيا القادمة عن تسديدها، ليست قابلة للنقاش ولا يسمح لأي تأخير أو تلاعب في التسديد وإلا تم تذكير "المدينون" بقصة "ليلة الذئب" .
وسيأتون أي "الدائنون" بقذافي جديد أو بما هو أسوأ منه بعشرات المرات سيجعلون "المدينون" يهرولون ليلا في الصحاري بحثا عن قبر العقيد المجهول لطلب منه الصفح و العفو...
"الدائنون" لا تنقصهم "البلاغة السببية" ، وان كانوا وجدوا السبب للتدخل ، وهو حماية المدنيين ، يمكن إيجاد أسباب أخرى ، ربما هذه المرة تحت ذريعة عدم احترام حقوق "الأسير" والقتل خارج أطر العدالة وهذا يتنافى مع أسس "الأخلاقية" لهم ، أي الدائنين ...
ولهذا يبدو واستباقا لذالك يخرج أحد أعضاء المجلس الانتقالي ليقول أن قتل القذافي بعد أسره عمل فردي و سيتم محاكمة من قاموا بذالك .
وقبله قال أحدهم أنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة طريقة التي قتل فيها القذافي. تماما كلجنة التحقيق التي حققت من قبل في قتل اللواء يونس... ويبدو أن المجلس الانتقالي يتقن بشكل تام المقولة الشهيرة و التي تقول إذا أرادت طمس أو دفن قضية كون لها لجان تحقيق.
لكن الأغرب من كل ذالك التبريرات التي خرج بها هذا المجلس لتبرير الدفن السري لجثمان العقيد وهي خوفا من يصبح قبره مزارا لمؤيديه ، كما يقولون ، والأغرب منه التبرير الثاني ، بأن ربما سيتم نبش قبره من المناوئين له والتمثيل بجثته وهي متحللة أو هي رميم .
بمعنى ، أن هناك أسوأ من هؤلاء الذين مثلوا به وقاموا بأفعال شائنة و مشينة ضد شخص أسير يحتضر و عرض جثته وهي شبه متحللة للفرجة والناس يطوفون حولها صحبة عائلاتهم و الكمامات على أنفهم . وهذا يعطي صورة مستقبلية لليبيا الجديدة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق