"مجموعة أهم الأحداث" : الخصومة ليست بالضرورة عداوة. يمكن التخاصم يكون في العائلة الواحدة نفسها ، ربما تحصل بين الأب نفسه و أبنائه ، ورغم ذالك ليسوا أعداء...
لأن مفهوم العداوة هو البحث كل طرف للإيقاع بالطرف الآخر و إلحاق به الهزيمة القاضية إن كانت معنوية أو مادية ، أفرادا أو جماعة أو دول.
فنجد مثلا الدول الغربية فيما بينها منازعات واختلافات جوهرية ،سياسيا ، اقتصاديا و عسكريا...وغير ذالك ، لتصل في كثير من الأحيان الأمور فيما بينهم إلى أكثر من الخصومة ،ورغم ذالك لا يدعي أي طرف أن الطرف الآخر عدوه وتجدهم متخندقين في أحلاف عسكرية و غير عسكرية كالجسم الواحد إذا تألم عضوا منه تدعى له كل الجسم حمى و آلاما .
وشروط العداوة واضحة أن يتعدى طرف على طرف آخر و يسلبه حقوقه ، على سبيل المثال أرضه أو ماله أو عرضه ، أو أن تقوم دولة بغزو دولة أخرى فننتهك الأرض و العرض ، كما حصل للعراق ، على سبيل المثال، ومن قبله فلسطين ...هنا يصبح ذالك الطرف عدوا .
لكن الغريب أن الأمة ، يعني بها العربية الإسلامية ، يبدو أن "تخلبطت" عليها الأمور وأصبحت لا تفرق بين العداوة و الخصومة وأصبحت ترى في العدو صديقا وحليفا و في الخصم عدوا .
وإذا نظرنا إلى الماضي نجد أن بهذه القاعدة (العداوة بدل الخصومة) ، خسفت الشمس عن بقاع شاسعة من أرض الإسلام ، عندما طبقها أمراء الأندلس واستبدلوا الإخوة بالأعداء ورضوا أن يكونوا رعاة "خنازير" عند الأعداء بدل من رعاة إبل عند الإخوة ، لتكون نهايتهم التشرد فيما وراء البحار...
الكثير من هذه الدول أصبحت ترى في إيران عدوا مميتا واجب إزالته من الوجود والسبب أنها ، أي إيران ، تفكر أو تسعى أو هي بصدد امتلاك المعرفة العلمية للولوج في عالم الطاقة النووية و لا فرق بعد ذالك بين السلمية و العسكرية .
رغم أن القواسم المشتركة مع هذا البلد أكثر بكثير من قواسم الافتراق وهذه قواسم الافتراق لا يمكن لها أن توصل، باي حال من الأحوال، الأمور إلى خانة العداوة و لا تتعدى، في أسوأ الظروف ، خانة المنافسة . وأنها ، أي المنافسة ، أمر طبيعي ومشروع بين الأفراد أو جماعات أو دول.
الفرق الرياضية ،جماعية أو فردية ، تتنافس فيما بينها على نيل الألقاب ورغم ذالك ليسوا أعداء . الرؤساء يتنافسون في الانتخابات وكل واحد يسعى لنيل أكبر عدد من أصوات الناخبين ورغم ذالك يهنئون في النهاية بعضهم البعض ، وهكذا...
لذالك كان من المفروض التنافس مع طموحاتها ( إيران) ، بدل تصنيفها في خانة الأعداء. لأن إذا كانت إيران تسعى لتكوين نفسها في ميدان تراه ضروري لها ليس من حق أي الطرف آخر يعترض أو يلومها على ذالك .
لأن إيران تدرك أن المستقبل للأقوى و لا مكان فيه للضعيف وربما تكون تعلم بقصة الأسد الذي أصابه الضعف و الهوان فتطاول عليه ثعلب "أجرب" ...
حمدان العربي الإدريسي
12.11.2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق