رأي في السياسة

آخر العناوين...

14‏/11‏/2011

الرضوخ للمطالب الشعبية ليس عيبا...


"مجموعة أهم الأحداث" : "الرضوخ إلى المطالب الشعبية ليس عيبا..." ،كلام لأحد النواب السوريين ،الذي عرف نفسه بأنه نائب مستقل ، قاله في تدخل له على إحدى القنوات الفضائية العربية.
 كلام جريء و عين العقل ،وخاصة جاء من طرف أحد ممثلي الشعب ، مضيفا ما العيب في إطلاق سراح المسجونين وتكون  أمهاتهم في استقبالهم على أبواب السجون و المحتشدات وسحب جميع الآليات الحربية المنتشرة في الشوارع و المدن إلى قواعدها والتعامل مع الأزمة بأساليب أخرى غير الرصاص وصيحات المدافع والرشاشات .
 وتطبيق المبادرة العربية التي قبلها النظام نظريا لكنه رفضها عمليا بحجج لم تصبح تقنع أحد. بمعنى تطبيق المبادرة أحسن ما تطبق عليه  قسريا ما وراء المبادرة ، كما يدعي هو بنفسه "نظريات المؤامرة".
نعم ،الرضوخ إلى مطالب الشعب ليس عيبا وإنما واجب على السلطة التنفيذية الاستجابة و التطبيق الفوري لتلك المطالب بدل من اللجوء إلى الوسائل القمعية التي تزيد الأزمة تأزما كما يريدها بعض "الرؤوس المتزلفة" التي تخرج على الملأ وهي تصب البنزين على النار .
رؤوس تفكر بمنطق "المصلحية" الشخصية وتعمل جاهدة على البقاء الوضع على حاله خوفا و حفاظا على مكتسباتها الشخصية التي حصلت عليها رياء و تزلفا  ولتذهب الأوطان إلى الجحيم. وهي  لا تدرك ،أي تلك الرؤوس ،  عندما تذهب الأوطان إلى الجحيم  أصحاب تلك الرؤوس هم ومصالحهم الشخصية أول الداخلين إلى قاع السعير.  
وكما تم ذكره في موضوع سابق ، أكبر غلطة يرتكبها أي نظام حول العالم لجوئه المبكر إلى الأساليب القمعية القاسية في مواجهة بداية اضطرابات تواجه مع شعبه   وفي ذهنه  ذاك أو ذالك النظام أن هذا الأسلوب في القمع المفرط  سيخنق في المهد تلك الاحتجاجات قبل أن تخرج عن السيطرة ، على حسب تصوره .
لكن في الحقيقة العكس هو الصحيح ، لو تترك تلك الاحتجاجات السلمية تأخذ مسارها الطبيعي يتنفس من خلالها "الحانقون" عن وضعهم اجتماعي كان أو سياسي أو شيء آخر ...لكانت النهاية مختلفة تماما عما حصل لكثير من الأنظمة كانت تراهن على القوة و لا شيء آخر إلا قوة ،بدل الحوار و الاستماع إلى تلك المطالب.
وقد أثبتت التجارب السابقة أن أسلوب "كل امني" و"الرصاص الحي" و"التعسف" و"اهانة كرامة الناس"  على أرصفة الشوارع وفي الأقبية  ،  السبب الرئيسي في الانهيار المبكر للأنظمة بدل أن تكون أحزمة آمان لها .
والخطأ القاتل الآخر ،  المراهنة  على مواقف دولية كالموقف الروسي أو الصيني  لتحصين البلاد ضد أي تدخل أجنبي التي تتبدل مواقفهما على حسب ما تمليه مصالحهما  ،كما حصل للنظام صدام حسين أو العقيد معمر القذافي...
والأكثر من ذالك كما حصل لنظام بلغراد البائد  ،الحليف  العضوي والقومي  للروس ،  إلا أنه ترك لمصيره المحتوم وبعد أن تم  دكه جوا من طرف حلف "الناتو"  اقتيد مكبلا كأي مجرم  إلى سجن لاهاي ليموت هناك.
أو كما حصل للنظام الليبي ،رغم المصالح الاقتصادية ومبيعات السلاح الضخمة التي يستفيد منها الاقتصاد الروسي وغير الروسي  ، إلا أنه ترك "يتبهدل" بتلك الطريقة المشينة...
لذالك على النظام السوري أخذ العبرة و التعلم من تلك الدروس  و المراهنة على شعبه  ونزول من" أعالي الأشجار"  والاستماع والتحاور معه  بالمنطق بدل الحديد و النار والاستماع إلى نصائح من أمثال ذالك النائب الفاضل بدل من تلك "الرؤوس المتزلفة" التي تكون دائما سبب البلاء وسوء الخاتمة لمن يستمع إليهم ويأخذ بمشورتهم. رؤوس تكون أول القافزين من الباخرة عندما تلوح في الأفق بوادر الغرق...




حمدان العربي الإدريسي
14.11.2011

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص