"مجموعة أهم الأحداث" : يبدو أن العالم العربي عليه اختيار بين نظامين لا ثالث لهما ، أما العيش تحت أنظمة شمولية مركزية وقد تكون في كثير من الأحيان وراثية أو شبه وراثية مما أصبح يعرف بمصطلح جديد "جمهوريات وراثية" ، أو العيش في الفوضى و دولة لا قانون ولا نظام ودولة المليشيات لينتهي الوضع إلى حرب أهلية تأكل الأخضر و اليابس".
وسيناريو الصومال هو خير مثال على ذالك ،بعد الإطاحة بنظام "سياد بري" الذي كان يوصف بالشمولية و الانفراد بالسلطة سقطت البلاد منذ ذالك الحين في أوحال الدماء و الفوضى وحكم المليشيات.
لكن يبدو أن الأمر لا يتوقف عند الصومال وسيكون نموذج لبلدان أخرى ... المتتبع للوضع في ليبيا يضع يده على قلبه لكي لا يحصل لهذا البلد العربي الأصيل ما حصل للصومال.
بعد الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي وتفكيك نظامه ونظريته الثالثة وحتى أسلحته والتي اشتريت بأموال الشعب ، بحجة الخوف سقوطها في أيادي منظمات "إرهابية" تزعزع أمن البلد و المنطقة .
كما حصل تماما لأسلحة صدام حسين و لنفس السبب ليتم بعد ذالك بيعه أسلحة جديدة ، كأن هذه الأسلحة الجديدة لا خوف عليها لتقع في أيادي تلك المنظمات...
المهم ، أن بعد التخلص من نظام معمر القذافي و تلك الفاتورة الباهظة التي دفعها الشعب الليبي هاهو النظام الجديد لم يستطيع إلى حد الآن بسط دولة القانون التي وعد بها الشعب الليبي .
فهذا النظام الذي يقوده المجلس الانتقالي يطالب بإصرار ، كما تنقل ذالك مختلف وسائل الإعلام العالمية ، استرداد أفراد عائلة العقيد الراحل ورموزه المتواجدين خارج ليبيا ، فها هو (أي النظام الليبي الجديد) عاجز وغير قادر على استرداد ووضع يده على سيف الإسلام ، نجل الزعيم الليبي الراحل ، المتواجد داخل و على أراضي ليبيا والمطلوب للعدالة في ليبيا و في لاهاي.
الأخبار المتواردة من داخل ليبيا والتي نقلتها وسائل إعلام تفيد أن سيف الإسلام القذافي المعتقل من طرف "ثوار الزنتان" والذين رفضوا تسليمه للسلطة المركزية ، تم تقديمه للمحكمة الجنائية المحلية ، مستقلة عن النظام القضائي المركزي في مدينة "الزنتان" وتمت تبرئته من التهم الموجهة إليه وأمرت تلك المحكمة بإطلاق سراحه...
وأخبار أخرى تقول أن اثنين من أبناء القائد الجيش الليبي الجديد جرحا و اعتقلا في طرابلس (العاصمة الليبية) بيد إحدى الميليشيات التي لا تخضع للأوامر القيادة و لها مقرها العام في المطار....أليس هذا كافي للقول أن : المستقبل هذا البلد "باين من عُنْوَانُ" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق