رأي في السياسة

آخر العناوين...

3‏/9‏/2017

( رأي)... "المستنقع الحوثي"...



قد لا يختلفان اثنان أن النزاع جماعة أنصار الله اليمنية ، أو بالمختصر المعروف "جماعة الحوثي" ، مع التحالف العربي دخل مرحلة الاستنزاف المادي و المعنوي. بما يعني،  مستنقع كلما طال الزمن زاد الانغماس ...
لأن الجيوش النظامية لا تتحمل حروب الاستنزاف،  عكس الجماعات المسلحة يكون الزمن دائما في صالحها وبأقل المعدات يمكن لها إلحاق بالخصم أضرار بالخصوص المعنوية...
قلت "مستنقع" ، لأن كان يظن في البداية أن ضربات جوية خاطفة مع حصار ستجبر الجماعة على رفع الراية البيضاء ...
أولا ، عبر تاريخ الحروب ، و لا ضربة أو  ضربات جوية ، مهما كانت مركزة ، حسمت المعركة . على سبيل المثال لا الحصر ، السلاح الجو النازي كيف كاد يمحو من الوجود العاصمة لندن و أنحاء من بريطانيا العظمى بقصف مركز دام لعدة أشهرن ومع ذلك لم يحقق الانتصار...  
و للانتصار في الحروب لا بد من النزول للأرض ، وهذا ما تريده و ما تتمناه جماعة الحوثي  ، لأن ذلك يعني حرب استنزاف حقيقة . و لا يمكن التصور أن التحالف بقيادة المملكة لعربية السعودية، يفكر مجرد تفكير في الموضوع...
المتتبع للشأن اليمني يندهش للأسلوب الحربي المتبع الجماعة و كيف تمكنت هذه الجماعة من امتصاص الضربة الجوية العنيفة و المركزة التي افتتح بها سلاح الجو للتحالف العربي ضرباته على الجماعة...
 و لا يعرف أن تلك الضربة الافتتاحية الفجائية كانت لها نتائج حاسمة في إصابة أهدافها أو الحوثيين كانوا على علم بها مسبقا و تمكنوا من اجتنابها أو على الأقل التخفيف من آثارها...
قبل أن تتحول هذه الجماعة إلى رد الفعل وصل بها الأمر حتى إطلاق صواريخ بالسيتية  على أهداف داخل المملكة العربية السعودية وهجمات  المستمرة و المتكررة على الحدود التي توقع قتلى و إصابات .    بمعنى ، الجماعة  تملك مرونة قتالية عالية جدا وخطوط إمدادات فعالة  خارج تغطية الحصار  ...
وقد يكون التحالف العربي توصل إلى قناعة إن الانتصار على الجماعة غير ممكن وقد يكون مستحيل وبدأ تململ هنا و هناك يخرج للملأ...
وقد تكون المملكة العربية السعودية توصلت إلى قناعة اجتناب المزيد من الانغماس في هذا المستنقع يكون عبر طهران ، الراعي الرسمي و الروحي للجماعة وقد يكون هذا هو تفسير للتقارب الإيجابي  السريع الحاصل بين البلدين. بمعنى ، إيران تعود إليها الأمور في اخر المطاف...
 لأن لا يمكن لعاقل أن يظن مجرد ظن أن جماعة الحوثي تملك من القدرة القتالية و المادية تمكنها من الوقوف في وجه تحالف بأكمله ...
 أكثر من ذلك ،  تُبادر و  تهاجم و الأمر لا يحتاج إلى التفكير  بأن  الحرس الثوري الإيراني  ، الذي أصبح يملك أذرع  أطول بكثير من حدود بلده ، هو من يخطط و يمول الجماعة التي ما هي إلا واجهة قتالية له (الحرس الثوري) ...
   بالمختصر المفيد ، دائما النزاعات القتالية آخرتها تفاهمات سياسية وقد نشهد عما قريب نهاية النزاع تحت إشراف إيران ، التي هي الوحيدة من لها سلطة على الجماعة ...
طبعا ،  بعد حصول  هذه الجماعة على مكاسب سياسية تكون بحجم صمودها .لكن المنتصر الأكبر هي إيران لأن سيصبح لها موضع قدم في كل بلدان المنطقة ...
 وهي ثمرة لسياسة أثبتت من خلالها طهران أنها لاعب محترف يحسن اللعب في كل المراكز حتى مع الفرق الكبيرة  على وزن الولايات المتحدة ...
وكيف تمكنت (إيران) بذلك النفس الطويل من نزع اتفاق على برنامجها النووية بدون التفريط في حقها. وما هذه إلا مقدمات على ما تم قوله في وقت سابق ، بأن إيران هي القوة الإقليمية القادمة ، ربما ب"أنياب  نووية" ...




بلقسام حمدان العربي الإدريسي
03.09.2017           

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص