رأي في السياسة

آخر العناوين...

15‏/9‏/2017

( رأي)... الأكراد سيؤجلون الانتخابات لكي لا يخسرون الحلم الكبير...



أكراد العراق بقيادة مسعود البرزاني ، الأكثر تحسما لإجراء الاستفتاء الخطوة الأخيرة المتبقية لإعلان الانفصال عن العاصمة بغداد و تكوين دولتهم القومية التي حلموا بها طويلا وظنوا أن هذه فرصتهم التاريخية ربما تكون نادرة . إلا أن الخطوة الأخيرة بدت أنها الأصعب من كل الخطوات السابقة التي تمت حتى الآن...
في موضوع سابق تم التطرق فيه على أن الأكراد تأكدوا أن حلمهم التاريخي لإنشاء وطن قومي لهم هو بين قوسين أو أدنى و هم حريصون كل الحرص على عدم تضييع هذه الفرصة التاريخية الاستثنائية التي لن تتكرر كثيرا لتحقيق الحلم الكبير الذي يسمونه "كردستان الكبرى" . لكن يبدو أن الرياح في كثير من الأحيان تجري عكس ما تريده السفن. ويبدو واضحا أن مسعود البرازني تأكد أن سفينة الأكراد تواجهها رياح عكسية متعددة الاتجاهات ...
من جانب النظام العراقي مواقفه تتصلب أكثر فأكثر اتجاه فكرة الاستفتاء و استقلال الإقليم بالخصوص ضم مدينة كركوك وقامت الحكومية العراقية بخطوات عملية تعكس الإرادة الموجودة لديها لإحباط فكرة الاستفتاء وضم مدينة كركوك وأرسلت إلى مسعود البرازني رسائل واضحة المعاني ، منها اعتبار فكرة الاستفتاء غير شرعية أكثر من ذلك التصويت في البرلمان العراقي على إقالة محافظ كركوك ، الذي هو في الحقيقة يمثل التوجه الكردي و ليس الحكومة العراقية...
الأخطر من كل ذلك ، الأنباء التي ترددت أن الحكومة العراقية حشدت قوات عسكرية على حدود الإقليم من بينها بما يعرف "الحشد الشعبي" ، المتشبع بشحن عقائدي . بدون أدنى شك هذا التصلب العراقي يكون جزء كبير منه التحريض النظام الإيراني وقد يكون أيضا التركي ...
لأن نجاح أكراد العراق في تمرير فكرتهم بالانفصال تكون بداية تفتح شهية الأكراد في تركيا و إيران ، لذلك إيران و تركيا تريدان إجهاض الفكرة في مهدها و عدم ترك العدوى تنتشر ، ويكون هذا الموضوع الذي نقله مؤخرا للجانب الكردي المبعوث الإيراني صاحب المهمات الخاصة ، الجنرال قاسم سليماني...
والمتتبع لأخبار الإقليم يتضح بوضوح أن لغة الحماس و الاندفاع لدى مسعود البرازني تراجعت كثيرا ، بعدما كان يقول في السابق أن قرار الاستفتاء و الانفصال لا رجعة فيهما ، خفض السقف كثيرا و أصبح يتحدث أن اقتراح الأصدقاء بتأجيل الاستفتاء لمدة عامين قابل للمناقشة ، من رأي هذا الكلام مقدمة للقبول به لاحقا. لأن مسعود البرازني يكون نصحوه أصدقاءه بأن يؤجل حلمه أفضل من ضياعه إلى الأبد وقد يفقد الاستقلال الفعلي الذي يتمتع به ويتم اجتياحه عسكريا  و لن يكون له منفذا حتى للهروب ليلا ... 



بلقسام حمدان العربي الإدريسي
15.09.2017
  

ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص