رأي في السياسة

آخر العناوين...

12‏/9‏/2017

" عقدة الذعر"، عدوة إسرائيل القاتلة ...



إسرائيل الكيان المصطنع ، ليس له حاليا من عدو حقيقي سوى ذعره. و المذعور يصبح يتخيل أعداء ، كالشخص المرعوب في الظلام الدامس ، ترتعد فرائسه من كل نسمة ريح. و التصريح الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه مصمم على منع طهران من إقامة قواعد قرب حدوده ، يعني على الأراضي السورية ، إلا دليلا على تخبط الكيان الصهيوني في "ذعره المزمن" ...
إسرائيل شغلها الوحيد هي الحسابات الأمنية لتضمن استمرار وجودها لكن بفضل تلك الحسابات تجد نفسها في كل مرة في ورطة . بعد عملية غزوها لبنان أوجدت "حزب الله" و أعطته الحجة والمبرر القانوني لفرض وجوده على الدولة اللبنانية و أصبح دولة في قلب دولة تدعمه و تسلحه من بعيد إيران و أصبحت صفارات الإنذار ترن في مدن إسرائيلية لم يسقط فيها من قبل ظهور حزب الله ولا صاروخ واحد ، رغم حروبها المتكررة مع جيوش عربية جرارة تمتلك أضعاف ما يمتلكه الحزب...
أما الآن إيران و حزب الله أصبحا على حدودها مباشرة ، أيضا هذا الوجود هو بفضلها ، أي إسرائيل ، لأن لولاها لكان نظام الأسد هو الآن من الماضي . إسرائيل أبقت على النظام الحالي لحساباتها التي توقعها دائما في عكس ما تخطط له لأنها تريد دائما أنظمة مركزية على حدودها تخشى على كراسيها من أنظمة تحظى بتأييد شعبي . لكن الذي غاب عن حساباتها أنها أعطت المبرر و الحجة للوجود الإيراني على حدودها بإقامة قواعد عسكرية ووجود عسكري دائم يكون ضمانا للنظام السوري الذي أنهكته المواجهة العسكرية اقتصاديا و عسكريا...
صحيح ، من الناحية العملية إيران ليست خطرا استراتيجيا على الكيان الصهيوني ، كما تم شرحه في موضوع سابق ، و لن تجرؤ على مهاجمته وتلك القواعد و الوجود العسكري الإيراني ،الذي بدون أدنى شك سيكونون بشكل دائم على الأراضي السورية، ، لحماية النظام ليس من إسرائيل لكن من معارضيه في داخل البلد وتثبيت وجوده من أي هزات مستقبلية...
لكن من حيث التكتيكية ، ستبقى إيران دغدغ في مشاعر الشعوب الإسلامية بأن هدفها تحرير القدس و أن وجودها على الأراضي السورية يدخل في هذا المضمار . وهذا كافي ليقوي "عقدة الذعر" لدى الكيان الصهيوني ، حتى وهو مدرك أنه شعار فارغ المحتوى من حيث المغزى لكن هدفه "ايدولوجي شعوبي"...






بلقسام حمدان العربي الإدريسي

12.09.2017



ليست هناك تعليقات:

بحث مخصص